بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٤٢٠
منهم إلا أربعة رهط: سلمان وعمار والمقداد وأبو ذر، وذهب من كنت أعتضد بهم على دين الله من أهل بيتي، وبقيت بين خفيرتين (1) قريبي العهد بجاهلية: عقيل والعباس.
فقال له الأشعث: يا أمير المؤمنين! كذلك كان عثمان لما لم يجد أعوانا كف يده حتى قتل مظلوما (2)؟.
فقال أمير المؤمنين: يا بن الخمارة! ليس كما قست، إن عثمان لما جلس (3) جلس في غير مجلسه، وارتدى بغير ردائه، وصارع الحق فصرعه الحق، والذي بعث محمدا بالحق لو وجدت يوم بويع أخو تيم أربعين رهطا لجاهدتهم في الله إلى أن أبلي عذري. ثم أيها (4) الناس! إن الأشعث لا يزن عند الله جناح بعوضة، وإنه أقل في دين الله من عفطة عنز.
ايضاح: قوله عليه السلام، بين خفيرتين - بالخاء المعجمة والراء المهملة - أي طليقين معاهدين أخذا في الحرب وحقن دمهما بالأمان والفداء، أو ناقضين للعهد، قال في القاموس: الخفير: المجاز والمجير.. وخفره: اخذ منه جعلا ليجيره، وبه خفرا وخفورا: نقض عهده وغدره كأخفره (5)، وفي بعض النسخ:
بالحاء المهملة والزاي المعجمة من قولهم: حفزه.. أي دفعه من خلفه، وبالرمح:
طعنه، وعن الامر: أعجله وأزعجه، قاله الفيروزآبادي (6).
وقال: ابلاه عذرا: أداه إليه فقبله (7).

(١) في المصدر: حفيرين، والظاهر أنه غلط وليس له معنى مناسب، كما لم يتعرض له العلامة المجلسي رحمه الله في بيانه.
(٢) لا يوجد في الاحتجاج: يا أمير المؤمنين.. مظلوما.
(٣) لا توجد في المصدر: لما جلس.
(٤) في المصدر: ثم قال: أيها..، وهو الظاهر.
(٥) القاموس ٢ / ٢٢، وقارن ب‍: النهاية ٢ / ٥٢.
(٦) في القاموس المحيط ٢ / ١٧٣ وانظر: النهاية ١ / ٤٠٧ وغيرها.
(٧) في القاموس المحيط ٤ / ٣٠٥، والنهاية لابن الأثير 1 / 155.
(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 414 415 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650