بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٨٤
كذلك. وفد إليه وعليه: قدم وورد.
قوله عليه السلام: فضحك أبي، لعل الضحك كان لهذا النوع من السؤال الذي ظاهره إرادة الامتحان تجاهلا مع علمه بأنه عارف بحاله، أو لعده المسألة صعبة وليست عنده عليه السلام كذلك وحاصل الجواب أن ظهور هذا العلم مع رسول الله صلى الله عليه وآله دائما في محل المنع فإنه كان في سنين من أول بعثته مكتتما إلا عن أهله لخوف عدم قبول الخلق منه حتى أمر بإعلانه، فكذلك الأئمة عليهم السلام يكتمون عمن لا يقبل منهم حتى يؤمروا بإعلانه في زمن القائم عليه السلام.
ويقال: صدع بالحق، أي تكلم به جهارا، وأعرض عن المشركين، أي لا تلتفت إلى ما يقولون من استهزاء وغيره، في الطاعة أي طاعة الأمة أو طاعة الله.
قوله: ثم أخرج، أي إلياس عليه السلام، سيفا ثم قال: ها، وهو حرف تنبيه، أو بمعنى خذ، إن هذا منها، أي من تلك السيوف الشاهرة في زمانه عليه السلام، لان إلياس من أعوانه، ولعل رد الاعتجار لأنه مأمور بأن لا يراه أحد بعد المعرفة الظاهرة.
قوله: قوة لأصحابك، أي بعد أن تخبرهم به أنت أو أولادك المعصومون. قوله:
إن خاصموا بها، أي أصحابك أهل الخلاف فلجوا، أي ظفروا وغلبوا.
ثم اعلم أن حاصل هذا الاستدلال هو أنه قد ثبت أن الله سبحانه أنزل القرآن في ليلة القدر على نبيه صلى الله عليه وآله، وأنه كان ينزل الملائكة والروح فيها من كل أمر ببيان وتأويل سنة فسنة، كما يدل عليه فعل المستقبل الدال على التجدد الاستمراري فنقول: هل كان لرسول الله طريق إلى العلم الذي يحتاج إليه الأمة سوى ما يأتيه من السماء من عند الله سبحانه إما في ليلة القدر أو في غيرها أم لا، والأول باطل لقوله تعالى: " إن هو إلا وحي يوحى " (1) فثبت الثاني، ثم نقول: فهل يجوز أن لا يظهر هذا العلم الذي يحتاج إليه الأمة، أم لابد من ظهوره لهم؟ والأول باطل لأنه إنما يوحى إليه ليبلغ إليهم ويهديهم إلى الله عز وجل، فثبت الثاني، ثم نقول: فهل

(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364