بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٤٠
يخلق الامام أمر ملكا أن يأخذ شربة من ماء تحت العرش فيسقيها إياه، فمن ذلك يخلق الامام ويمكث أربعين يوما وليلة في بطن أمه لا يسمع الصوت، ثم يسمع بعد ذلك الكلام، فإذا ولد بعث ذلك الملك فيكتب بين عينيه: " وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم " فإذا مضى الامام الذي كان من قبله رفع لهذا منارا من نور ينظر به إلى أعمال الخلائق، فبهذا يحتج الله على خلقه (1).
10 - بصائر الدرجات: الهيثم بن أبي مسروق عن محمد بن فضيل عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الامام منا يسمع الكلام في بطن أمه، فإذا وقع على الأرض بعث الله ملكا فكتب على عضده (2): " وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم " ثم يرفع له عمود من نور يرى به أعمال العباد.
(3) 11 - بصائر الدرجات: أحمد بن الحسين عن أبي الحسين أحمد بن الحصين الحصيني والمختار بن زياد جميعا عن علي بن أبي سكينة عن بعض رجاله عن إسحاق بن عمار قال:
دخلت على أبي عبد الله عليه السلام أودعه فقال: اجلس، شبه المغضب، ثم قال: يا إسحاق كأنك ترى أنا من هذا الخلق؟ أما علمت أن الامام منا بعد الامام يسمع في بطن أمه، فإذا وضعته أمه كتب الله على عضده الأيمن: " وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم " فإذا شب وترعرع نصب له عمود من السماء إلى الأرض ينظر به إلى أعمال العباد. (4) بيان: شب أي صار شابا، وترعرع الصبي: تحرك ونشأ.
واعلم أنه لا تنافي بين تلك الأخبار، إذ يحتمل أن تكون الكتابة في جميع المواضع والأوقات المذكورة إما حقيقة أو تجوزا، كناية عن جعله مستعدا للإمامة والخلافة ومحلا لإفاضة العلوم الربانية، ومستنبطا منه آثار العلم والحكمة من جميع جهاته وحركاته وسكناته، وكذا عمود النور إما المراد به النور حقيقة بأن يخلق الله تعالى

(١) بصائر الدرجات: ١٢٨.
(٢) في المصدر: فكتب على عضده الأيمن. ظ.
(٣) بصائر الدرجات: ١٢٨ (٤) بصائر الدرجات: ١٢٨
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364