بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٨٧
فقال أبو بكر: وكيف أطيق النزول تحت الأرض؟ وكيف أحكم بينهم ولا أحسن كلامهم ثم التفت إلى عمر بن الخطاب فقال له: مثل قوله لأبي بكر، فأجاب بمثل جواب أبي بكر ثم أقبل على عثمان وقال له: مثل قوله لهما: فأجابه كجوابهما، ثم استدعى بعلي (عليه السلام) وقال له: يا علي سر مع أخينا عطرفة، وتشرف على قومه وتنظر إلى ما هم عليه، وتحكم بينهم بالحق، فقام أمير المؤمنين (عليه السلام) مع عطرفة وقد تقلد سيفه، قال سلمان: فتبعتهما إلى أن صار إلى الوادي، فلما توسطاه تنظر إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: قد شكر الله تعالى سعيك يا با عبد الله فارجع، فوقفت أنظر إليهما فانشقت الأرض ودخلا فيها.
ورجعت (1) وتداخلني من الحسرة ما الله أعلم به، كل ذلك إشفاقا على أمير المؤمنين، وأصبح النبي (صلى الله عليه وآله) وصلى بالناس الغداة، وجاء وجلس على الصفا وحف به أصحابه وتأخر أمير المؤمنين (عليه السلام) وارتفع النهار، وأكثر الناس الكلام إلى أن زالت الشمس، وقالوا: إن الجني احتال على النبي (صلى الله عليه وآله) وقد أراحنا الله من أبي تراب، و ذهب عنا افتخاره بابن عمه علينا، وأكثروا الكلام إلى أن صلى النبي (صلى الله عليه وآله) صلاة الأولى وعاد إلى مكانه وجلس على الصفا، وما زال يحدث أصحابه (2) إلى أن وجبت صلاة العصر، وأكثر القوم الكلام وأظهروا اليأس من أمير المؤمنين (عليه السلام)، فصلى النبي (صلى الله عليه وآله) صلاة العصر وجاء وجلس على الصفا، وأظهر الفكر في أمير المؤمنين (عليه السلام) وظهرت شماتة المنافقين بأمير المؤمنين (عليه السلام)، وكادت الشمس تغرب فتيقن القوم أنه قد هلك وإذا قد انشق الصفا وطلع أمير المؤمنين (عليه السلام) منه، وسيفه يقطر دما، ومعه عطرفة، فقام إليه النبي (صلى الله عليه وآله) وقبل بين عينيه وجبينيه، وقال له: ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت؟ فقال (عليه السلام): صرت إلى جن كثير قد بغوا على عطرفة وقومه من المنافقين، فدعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا علي، وذلك أني دعوتهم إلى الايمان بالله تعالى والاقرار بنبوتك ورسالتك فأبوا، فدعوتهم إلى أداء الجزية فأبوا، فسألتهم أن يصالحوا عطرفة وقومه فيكون بعض المرعى لعطرفة وقومه وكذلك الماء فأبوا ذلك كله، فوضعت سيفي فيهم وقتلت

(1) في المصدر: وعادت إلى ما كانت، وعلى هذا فالضمير للأرض.
(2) في المصدر: يحدث أصحابه بالحديث.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410