بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٦
بصائر الدرجات: العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن علي ابن إسماعيل الميثمي، عن كريم قال: سمعت من يرويه قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان قاعدا فذكر اللحم وقرمه إليه فقام رجل من الأنصار وله عناق، فانتهى إلى امرأته فقال:
هل لك في غنيمة؟ قالت: وما ذاك؟ قال: إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يشتهي اللحم، قالت:
خذها ولم يكن لهم غيرها، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعرفها، فلما جاء بها ذبحت وشويت، ثم وضعها النبي (صلى الله عليه وآله) فقال لهم: كلوا ولا تكسروا عظما، قال: فرجع الأنصاري وإذا هي تلعب على بابه (1).
بيان: القرم بالتحريك شدة شهوة اللحم، والعناق بالفتح: الأنثى من ولد المعز.
6 - بصائر الدرجات: إبراهيم بن هاشم، عن علي بن أسباط، عن بكر بن جناح، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين جاء علي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أبا الحسن مالك؟ قال: أمي ماتت، قال: فقال النبي (صلى الله عليه وآله):
وأمي والله، ثم بكى. وقال: وا أماه، ثم قال لعلي (عليه السلام): هذا قميصي فكفنها فيه، وهذا ردائي فكفنها فيه، فإذا فرغتم فآذنوني، فلما أخرجت صلى عليها النبي (صلى الله عليه وآله) صلاة لم يصل قبلها ولا بعدها على أحد مثلها، ثم نزل على قبرها (2) فاضطجع فيه، ثم قال لها: يا فاطمة، قالت: لبيك يا رسول الله، فقال: فهل وجدت ما وعد ربك حقا؟
قالت: نعم، فجزاك الله خيرا، وطالت مناجاته في القبر، فلما خرج قيل: يا رسول الله لقد صنعت بها شيئا في تكفينك إياها ثيابك ودخولك في قبرها وطول مناجاتك وطول صلاتك ما رأيناك صنعته بأحد قبلها، قال: أما تكفيني إياها فإني لما قلت لها: يعرض الناس يوم يحشرون من قبورهم (3)، فصاحت وقالت: وا سوأتاه فلبستها ثيابي، وسألت الله في صلاتي عليها بأن لا يبلى أكفانها حتى تدخل الجنة، فأجابني إلى ذلك، وأما دخولي

(١) بصائر الدرجات: ٧٧.
(2) إلى قبرها خ ل.
(3) الظاهر أن الصحيح، يعرض الناس يوم يحشرون من قبورهم عراتا. كما استظهر ذلك في هامش المصدر.
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410