بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ١٧
الرجل قال النبي (صلى الله عليه وآله): " اللهم أخس سهمه " فكان يمر بالجارية البكر والغلام فيدعه حتى مر بعجوز، فقال: إني آخذ هذه فإنها أم حي فيفادونها مني بما قدروا عليه، فقال عطية السعدي: عجوز يا رسول الله سيبة (1) بتراء مالها أحد، فلما رأى أنه لا يعرضها أحد تركها.
وفي حديث جابر: إن امرأة من المسلمين قالت: أريد (2) ما تريد المسلمة، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): علي بزوجها، فجئ به، فقال له في ذلك، ثم قال لها: أتبغضينه؟ قالت:
نعم والذي أكرمك بالحق، فقال: أدنيا رؤوسكما، فأدنيا فوضع جبهتها على وجهه، ثم قال: " اللهم ألف بينهما، وحبب أحدها إلى صاحبه " ثم رآها النبي (صلى الله عليه وآله) تحمل الادم على رقبتها، وعرفته فرمت الادم ثم قبلت رجليه، فقال (صلى الله عليه وآله): كيف أنت وزوجك؟
فقالت: والذي أكرمك بالحق ما في الزمان أحد أحب إلي منه.
وكان عند خديجة امرأة عمياء فقال (صلى الله عليه وآله): لتكونن عيناك صحيحتين، فصحتا، فقالت خديجة: هذا دعاء مبارك، فقال: " وما أرسلناك إلا رحمة ".
ودعا (صلى الله عليه وآله) لقيصر فقال: ثبت الله ملكه كما كان.
ودعا على كسرى: " مزق الله ملكه " فكان كما قال.
جعفر بن نسطور الرومي كنت مع النبي (صلى الله عليه وآله) في غزوة تبوك فسقط من يده السوط فنزلت عن جوادي فرفعته ودفعته إليه، فنظر إلى وقال: يا جعفر مد الله في عمرك مدا، فعاش ثلاثمأة وعشرين سنة.
وقوله للنابغة وقد مدحه: " لا يفضض الله فاك " فعاش مأة وثلاثين سنة، كلما سقطت له سن نبتت له أخرى أحسن منها، ذكره المرتضى في الغرر.
وعن ميمونة أن عمرو بن الحمق سقى النبي (صلى الله عليه وآله) لبنا فقال: اللهم أمتعه بشبابه " فمرت عليه ثمانون سنة لم ير شعرة بيضاء.
ومر النبي بعبد الله بن جعفر وهو يصنع شيئا من طين من لعب (3) الصبيان، فقال:

(1) في المصدر: سبية. وفيه: لا يعرفها. وسيبة وزان ثيبة: المرأة التي لا ينظر إليها استعارة من سابت البعير إذا أهملت وتركت لا يركب عليها ولا تذبح ولا تباع اشفاقا عليها لما أدركت نتاج نتاجها (2) ما أريد خ ل.
(3) اللعب: ما يلعب به.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410