بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٤١
فقال: إن رجلا في البيت ضربني، فضربه ضربة أخرى فكان ينزل فانكسر ساقه فعصبها، فلما انتهى إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فحدثه قال: ابسط رجلك، فبسطها فمسحها فبرأت.
وروي أن النبي (صلى الله عليه وآله) تفل في بئر معطلة ففاضت حتى سقي منها بغير دلو ولا رشاء (1). وكانت امرأة متبرزة وفيها وقاحة، فرأت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأكل فسألت لقمة من فلق (2) فيه، فأعطاها فصارت ذات حياء بعد ذلك.
ومسح (صلى الله عليه وآله) ضرع شاة حائل لا لبن لها فدرت فكان ذلك سبب إسلام ابن مسعود.
أمالي الحاكم: إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يوما قائظا، فلما انتبه من نومه دعا بماء فغسل يديه، ثم مضمض ماء ومجه إلى عوسجة فأصبحوا وقد غلظت العوسجة وأثمرت وأينعت بثمر أعظم ما يكون في لون الورس، ورائحة العنبر، وطعم الشهد، والله ما أكل منها جائع إلا شبع، ولا ظمآن إلا روي، ولا سقيم إلا برئ، ولا أكل من ورقها حيوان إلا در لبنها، وكان الناس يستشفون من ورقها، وكان يقوم مقام الطعام والشراب، ورأينا النماء والبركة في أموالنا، فلم يزل كذلك حتى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمرها. و صفر (3) ورقها، فإذا قبض النبي (صلى الله عليه وآله)، فكانت بعد ذلك تثمر دونه في الطعم والعظم والرائحة، وأقامت على ذلك ثلاثين سنة فأصبحنا يوما وقد ذهبت نضارة عيدانها، فإذا قتل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فما أثمرت بعد ذلك قليلا ولا كثيرا، فأقامت بعد ذلك مدة طويلة، ثم أصبحنا وإذا بها قد نبع من ساقها دم عبيط ورقها ذابل (4) يقطر ماء كماء اللحم، فإذا قتل الحسين (عليه السلام).
أمالي الطوسي: عن زيد بن أرقم في خبر طويل: إن النبي (صلى الله عليه وآله) أصبح طاويا، فأتى فاطمة عليها السلام فرأى الحسن والحسين يبكيان من الجوع، وجعل يزقهما

(1) الرشاء: الحبل.
(2) أي من وسط فيه.
(3) استظهر المصنف في الهامش أن الصحيح: اصفر. أقول: في المصدر: وصفر ورقها.
(4) ذبل النبات قل ماؤه. وذهبت نضارته.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410