بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٨
أخذ البراء السهم فجف الماء كأنه لم يكن هناك ماء.
أمير المؤمنين (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرني في بعض غزواته وقد نفد الماء يا علي قم وائت بتور (1)، قال: فأتيته فوضع يده اليمنى ويدي معها في التور، فقال: أنبع فنبع.
وفي رواية سالم بن أبي الجعد وأنس: فجعل الماء يخرج من بين أصابعه كأنه العيون فشربنا ووسعنا (2)، وذلك في يوم الشجرة، وكانوا (3) في ألف وخمسمأة رجل.
وشكى أصحابه (صلى الله عليه وآله) إليه في غزوة تبوك من العطش، فدفع سهما إلى رجل فقال:
انزل فاغرزه في الركي، ففعل ففار الماء، فطما (4) إلى أعلى الركي فارتوى منه ثلاثون ألف رجل في دوابهم.
ووضع (عليه السلام) يده تحت وشل بوادي المشقق (5) فجعل ينصب في يديه فانخرق الماء حتى سمع له حس كحس الصواعق، فشرب الناس واستقوا حاجتهم منه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لئن بقيتم أو بقي منكم أحد ليسمعن بهذا الوادي وهو أخصب ما بين يديه وما خلفه قيل: وهو إلى اليوم كما قاله (صلى الله عليه وآله).
وفي رواية أبي قتادة: كان يتفجر الماء من بين أصابعه لما وضع يده فيها حتى شرب الجيش العظيم، وسقوا وتزودوا في غزوة بني المصطلق.
وفي رواية علقمة بن عبد الله: أنه وضع يده في الاناء فجعل الماء يفور من بين أصابعه فقال: حي (6) على الوضوء والبركة من الله فتوضأ القوم كلهم.

(1) التور: اناء صغير.
(2) في المصدر: وشبعنا.
(3) خلا المصدر عن لفظة (في).
(4) طما الماء: ارتفع وملاء الركى.
(5) المشقق: واد في طريق تبوك، قال ياقوت في معجم البلدان: قال ابن إسحاق في غزوة تبوك: وكان في الطريق ماء يخرج من وشل ما يروى الراكب والراكبين والثلاثة بواد يقال له:
المشقق اه‍. ثم ذكر الحديث بتفصيله.
(6) أي هلموا وأقبلوا على الوضوء.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410