بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٨٨
المرة الأخيرة " عند سدرة المنتهى " التي ينتهي إليها علم الخلائق وأعمالهم، أوما ينزل من فوقها ويصعد من تحتها إليها ولعلها شبهت بالسدرة، وهي شجرة النبق "، لأنهم يجتمعون في ظلها، وروي مرفوعا أنها في السماء السابعة " عندها جنة المأوى " الجنة التي يأوي إليها المتقون، أو أرواح الشهداء " إذ يغشى السدرة ما يغشى " تعظيم وتكثير لما يغشاها بحيث لا يكتنهها نعت ولا يحصيها عدد، وقيل يغشاها الجم الغفير من الملائكة يعبدون الله عندها " ما زاع البصر " ما مال بصر رسول الله عما رآه " وما طغى " وما تجاوزه، بل أثبته إثباتا صحيحا مستيقنا، أو ما عدل عن رؤية العجائب التي امر برؤيتها وما جاوزها " لقد رأى من آيات ربه الكبرى " أي والله لقد رأى الكبرى من آياته و عجائبه الملكية والملكوتية ليلة المعراج، وقد قيل: إنها المعنية بما رأى، ويجوز أن تكون الكبرى صفة للآيات، على أن المفعول محذوف، أي شيئا من آيات ربه، أو " من " مزيدة (1).
وقال الطبرسي - رضي الله عنه - في قوله تعالى: " ما كذب الفؤاد ما رأى " أي لم يكذب فؤاد محمد (صلى الله عليه وآله) ما رآه بعينه، قال ابن عباس: رأى محمد ربه بفؤاده، وروي ذلك عن محمد بن الحنفية، عن علي (عليه السلام)، أي علمه علما يقينا بما رآه من الآيات الباهرات، و قيل: إن الذي رآه هو جبرئيل على صورته التي خلقه الله عليها، وقيل: هو ما رآه من ملكوت الله وأجناس مقدوراته عن الحسن، قال: وعرج بروح محمد إلى السماء وجسده في الأرض، وقال الأكثرون وهو الظاهر من مذاهب أصحابنا والمشهور في أخبارهم: إن الله تعالى صعد بجسمه إلى السماء حيا سليما حتى رأى ما رأى من ملكوت السماوات بعينه ولم يكن ذلك في المنام، وعن أبي العالية قال: سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) هل رأيت ربك ليلة المعراج؟ قال: رأيت نهرا، ورأيت وراء النهر حجابا، ورأيت وراء الحجاب نورا، لم أر غير ذلك.
وروي عن أبي ذر وأبي سعيد الخدري أن النبي (صلى الله عليه وآله) سئل عن قوله: " ما كذب الفؤاد ما رأى " قال: رأيت نورا، وروي ذلك عن مجاهد وعكرمة " أفتمارونه على ما يرى ".

(1) أنوار التنزيل 2: 472 و 473.
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410