بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٣٣
لرسوله أن تقولا: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه (1)، لم يتخذ ولدا ولم يتخذ صاحبة، إلها واحدا مخلصا، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله إلى الناس كافة بين يدي الساعة، ونشهد أن الله يحيي ويميت ويرفع ويضع ويغني ويفقر ويفعل ما يشاء ويبعث من في القبور، قالا: شهدنا، قال: وإسباغ الوضوء على المكاره، وغسل الوجه واليدين والذراعين ومسح الرأس والرجلين إلى الكعبين، وغسل الجنابة في الحر والبرد، وإقام الصلاة، و أخذ الزكاة من حلها، ووضعها في أهلها، وحج البيت، وصوم شهر رمضان، والجهاد في سبيل الله، وبر الوالدين، وصلة الرحم والعدل في الرعية والقسم بالسوية والوقوف عند الشبهة ورفعها إلى الامام، فإنه لا شبهة عنده، وطاعة ولي الأمر بعدي، ومعرفته في حياتي وبعد موتي، والأئمة من بعده واحد بعد واحد، وموالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله والبراءة من الشيطان الرجيم وحزبه وأشياعه، والبراءة من الأحزاب: تيم وعدي و أمية وأشياعهم وأتباعهم والحياة على ديني وسنتي ودين وصيي، وسنته إلى يوم القيامة والموت على مثل ذلك (2)، وترك شرب الخمر وملاحاة الناس (3)، يا خديجة فهمت ما شرط ربك عليك؟ قالت: نعم وآمنت وصدقت ورضيت وسلمت، قال علي: وأنا على ذلك، فقال:
يا علي تبايعني على ما شرطت عليك؟ قال: نعم، قال: فبسط رسول الله (صلى الله عليه وآله) كفه ووضع كف علي (عليه السلام) في كفه وقال: بايعني يا علي على ما شرطت عليك وأن تمنعني مما تمنع منه نفسك فبكى علي (عليه السلام) وقال: بأبي وأمي لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
اهتديت ورب الكعبة ورشدت ووفقت، أرشدك الله يا خديجة ضعي يدك فوق يد علي فبايعي له، فبايعت على مثل ما بايع عليه علي بن أبي طالب (عليه السلام) على أنه لا جهاد عليها، ثم قال: يا خديجة هذا علي مولاك ومولى المؤمنين وإمامهم بعدي، قالت: صدقت يا رسول الله قد بايعته على ما قلت، أشهد الله وأشهدك (4) وكفى بالله شهيدا عليما (5).

(1) زاد المصدر: لم يلده والد.
(2) زاد في المصدر بعد ذلك: غير شاقة لأمانته، ولا متعيدة ولا متأخرة عنه. أقول المتعيدة الغضبان. الظلوم.
(3) الملاحاة: المنازعة. الملاومة.
(4) في المصدر: وأشهدك بذلك.
(5) الطرف: 4 - 6. أقول: لعل شرطه (صلى الله عليه وآله) عليهما زائدا على ما كان يشرط على سائر المسلمين كان لحصول مرتبة كمال الايمان فيهما كما أن شرطه بعض ما لم يشرع عليه بعد كان لعلمه بأنها ستشرع عن قريب علم ذلك اما بالوحي، أو لكونها في جميع الشرائع، مع أن بعضها مما يشهد العقول السليمة بحسنه.
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410