وقال الحارث بن نوفل بن عبد مناف: إنا لنعلم أن قولك حق، ولكن يمنعنا أن نتبع الهدى معك ونؤمن بك مخافة أن يتخطفنا العرب من أرضنا، ولا طاقة لنا بها فنزلت: " وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا " فقال الله تعالى رادا عليهم:
" أولم نمكن لهم حرما آمنا (1) ".
79 - مناقب ابن شهرآشوب: محمد بن إسحاق في خبر طويل عن كثير بن عامر أنه طلع من الأبطح راكب ومن ورائه سبع عشرة ناقة محملة ثياب ديباج، على كل ناقة عبد أسود، يطلب النبي الكريم ليدفعها إليه بوصية من أبيه، فأومأ ابن أبي البختري إلى أبي جهل وقال:
هذا صاحبك، فلما دنا منه قال: ما أنت بصاحبي، فما زال يدور حتى رأي النبي (صلى الله عليه وآله) فسعى إليه وقبل يديه رجليه، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): أليس أنت بلحا (2) ناجي بن المنذر السكاكي؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: فأين سبع عشرة ناقة محملة ذهبا وفضة و درا وياقوتا وجوهرا ووشيا وملحما وغير ذلك؟ قال: هي ورائي مقبلة، فقال: هي سبع عشرة ناقة، على كل ناقة عبد أسود، عليهم أقبية الديباج، ومناطق الذهب، وأسماؤهم محرز، ومنعم، وبدر، وشهاب، ومنهاج وفلان وفلان، قال: بلى يا رسول الله، قال: سلم المال وأنا محمد بن عبد الله، فأورد المال بجملته إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال أبو جهل: يا آل غالب إن لم تنصفوني وتنصروني عليه لأضعن سيفي في صدري، وهذا المال كله للكعبة، وركب فرسه وجرد سيفه ونفرت مكة أقصاها وأدناها حتى أجابت أبا جهل سبعون ألف مقاتل، وركب أبو طالب في بني هاشم وبني عبد المطلب وأحاطوا بالنبي (صلى الله عليه وآله)، ثم قال أبو طالب:
ما الذي تريدون؟ قال أبو جهل: إن ابن أخيك قد جنى علينا جنايات عظيمة، ويحق للعرب أن تغضب وتسفك الدماء وتسبي النساء، قال أبو طالب: وما ذاك؟ فذكر قصة الغلام وأن محمدا سحره ورده إلى دينه، وأخذ منه المال وهو شئ مبعوث للكعبة، فقال: قف حتى أمضي إليه وأسأله عن ذلك، فلما أتى النبي (صلى الله عليه وآله) وسأله رد ذلك قال: لا أعطيه حبة واحدة، قال: خذ عشرة وأعطه سبعة، فأبى، ثم أمر (صلى الله عليه وآله) أن توقف الهدية بين