بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٣٦
وقال الحارث بن نوفل بن عبد مناف: إنا لنعلم أن قولك حق، ولكن يمنعنا أن نتبع الهدى معك ونؤمن بك مخافة أن يتخطفنا العرب من أرضنا، ولا طاقة لنا بها فنزلت: " وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا " فقال الله تعالى رادا عليهم:
" أولم نمكن لهم حرما آمنا (1) ".
79 - مناقب ابن شهرآشوب: محمد بن إسحاق في خبر طويل عن كثير بن عامر أنه طلع من الأبطح راكب ومن ورائه سبع عشرة ناقة محملة ثياب ديباج، على كل ناقة عبد أسود، يطلب النبي الكريم ليدفعها إليه بوصية من أبيه، فأومأ ابن أبي البختري إلى أبي جهل وقال:
هذا صاحبك، فلما دنا منه قال: ما أنت بصاحبي، فما زال يدور حتى رأي النبي (صلى الله عليه وآله) فسعى إليه وقبل يديه رجليه، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): أليس أنت بلحا (2) ناجي بن المنذر السكاكي؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: فأين سبع عشرة ناقة محملة ذهبا وفضة و درا وياقوتا وجوهرا ووشيا وملحما وغير ذلك؟ قال: هي ورائي مقبلة، فقال: هي سبع عشرة ناقة، على كل ناقة عبد أسود، عليهم أقبية الديباج، ومناطق الذهب، وأسماؤهم محرز، ومنعم، وبدر، وشهاب، ومنهاج وفلان وفلان، قال: بلى يا رسول الله، قال: سلم المال وأنا محمد بن عبد الله، فأورد المال بجملته إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال أبو جهل: يا آل غالب إن لم تنصفوني وتنصروني عليه لأضعن سيفي في صدري، وهذا المال كله للكعبة، وركب فرسه وجرد سيفه ونفرت مكة أقصاها وأدناها حتى أجابت أبا جهل سبعون ألف مقاتل، وركب أبو طالب في بني هاشم وبني عبد المطلب وأحاطوا بالنبي (صلى الله عليه وآله)، ثم قال أبو طالب:
ما الذي تريدون؟ قال أبو جهل: إن ابن أخيك قد جنى علينا جنايات عظيمة، ويحق للعرب أن تغضب وتسفك الدماء وتسبي النساء، قال أبو طالب: وما ذاك؟ فذكر قصة الغلام وأن محمدا سحره ورده إلى دينه، وأخذ منه المال وهو شئ مبعوث للكعبة، فقال: قف حتى أمضي إليه وأسأله عن ذلك، فلما أتى النبي (صلى الله عليه وآله) وسأله رد ذلك قال: لا أعطيه حبة واحدة، قال: خذ عشرة وأعطه سبعة، فأبى، ثم أمر (صلى الله عليه وآله) أن توقف الهدية بين

(١) مناقب آل أبي طالب ١: ٤٩، والآية في القصص: 57.
(2) في المصدر: ملجأ.
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410