بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٢٨
كان ورقة بن نوفل ابن عم خديجة: امرءا تنصر في الجاهلية، وكان يكتب العبراني بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: أي ابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال ورقة: يا ابن أخي ما ترى؟ فأخبره رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال ورقة: هذا الناموس الأكبر الذي أنزل الله تعالى على موسى (عليه السلام) يا ليتني فيها جذعا أكون حيا حين يخرجك قومك، فقال رسول الله (عليه السلام): أو مخرجي هم قال: نعم، لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي فترة، ثم أتاه الوحي الناموس جبرئيل (عليه السلام) وصاحب سر الملك.
قوله: جذعا، أي شابا قويا كالجذع من الدواب حتى أبالغ في نصرك قوله:
مؤزرا، أي بالغا في القوة، لم ينشب بفتح الشين، أي لم يمكث ولم يحدث شيئا ولم يشتغل به.
وفي رواية أخرى أن خديجة أتت ورقة وقالت: أخبرني عن جبرئيل ما هو؟ قال:
قدوس قدوس ما ذكر جبرئيل في بلدة لا يعبدون فيها الله، قالت: إن محمد بن عبد الله أخبرني أنه أتاه، قال: فإن كان جبرئيل هبط إلى هذه الأرض لقد أنزل الله إليها خيرا عظيما، هو الناموس الأكبر الذي أتى موسى وعيسى عليهما السلام بالرسالة والوحي، قالت: فأخبرني هل تجد فيما قرأت من التوراة والإنجيل أن الله يبعث نبيا في هذا الزمان يكون يتيما فيؤويه الله، وفقيرا فيغنيه الله تكفله امرأة من قريش أكثرهم حسبا، وذكرت كلاما آخر فقال لها: نعته مثل نعتك يا خديجة؟ قالت: فهل تجد غيرها؟ قال: نعم، إنه يمشي على الماء كما مشى عيسى بن مريم وتكلمه الموتى كما كلمت عيسى بن مريم (عليه السلام)، وتسلم عليه الحجارة وتشهد له الأشجار، وأخبرها بنحو قول بحيرا، ثم انصرفت عنه وأتت عداسا الراهب وكان شيخا قد وقع حاجباه على عينيه من الكبر فقالت: يا عداس أخبرني عن جبرئيل (عليه السلام) ما هو؟ فقال: قدوس قدوس وخر ساجدا، وقال: ما ذكر جبرئيل في بلدة لا يذكر الله فيها ولا يعبد، قالت: أخبرني عنه قال: لا والله لا أخبرك حتى تخبرني من أين عرفت اسم جبرئيل؟ قالت: لي عليك عهد الله وميثاقه بالكتمان؟ قال: نعم، قالت:
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410