بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٣٠
وقال ابن الأثير في الكامل: قال الواقدي: وأسلم أبو ذر قالوا: رابعا أو خامسا، وأسلم عمرو بن عيينة السلمي رابعا أو خامسا، وقيل: إن الزبير كان رابعا أو خامسا، و أسلم خالد بن سعيد بن العاص خامسا (1).
وقال في المنتقى: ومما كان في مبعثه (صلى الله عليه وآله) رمي الشياطين بالشهب بعد عشرين يوما من البعث، روي عن ابن عباس قال: لما بعث الله محمدا (صلى الله عليه وآله) دحر (2) الجن ورموا بالكواكب، وكانوا قبل يستمعون، لكل قبيل من الجن مقعد يستمعون فيه، فأول من فزع لذلك أهل الطائف، فجعلوا يذبحون لآلهتهم من كان له أبل أو غنم كل يوم حتى كادت أموالهم يذهب، ثم تناهوا وقال بعضهم لبعض: ألا ترون معالم السماء كما هي لم يذهب منها شئ، وقال إبليس: هذا أمر حدث في الأرض، ائتوني من كل أرض بتربة، فكان يؤتى بالتربة فيشمها ويلقيها حتى اتي بتربة تهامة فشمها وقال: هنا الحدث.
ومما كان في مبعثه (صلى الله عليه وآله) ما روي أنه لما بعث الله نبيه أصبح كسرى ذات غداة وقد انفصم طاق ملكه من وسطها، فلما رأى ذلك أحزنه، وقال " شاه بشكست " يقول: الملك انكسر، ثم دعا كهانه وسحرته ومنجميه وقال: انظروا في ذلك الامر، فنظروا ثم قالوا: ليخرجن من الحجاز سلطان يبلغ المشرق تخصب عنه الأرض كأفضل ما أخصبت من ملك كان قبله.
وروي عن الحسن البصري أن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالوا: يا رسول الله ما حجة الله على كسرى فيك؟ قال: بعث الله عز وجل ملكا فأخرج يده من سور جدار بيته الذي هو فيه تلألأ نورا، فلما رآها فزع، فقال: لم تفزع يا كسرى؟ إن الله قد بعث رسولا، وأنزل عليه كتابا فاتبعه تسلم دنياك وآخرتك، قال: سأنظر.
وعن أبي سلمة (3) قال: بعث الله عز وجل ملكا إلى كسرى وهو في بيت من بيوت

(١) الكامل ١: ٢١.
(2) دحره: طرده دفعه. أبعده.
(3) في المصدر: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف. أقول: قيل: أمه عبد الله، وقيل إسماعيل.
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410