بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٠
يومين، فلما طبخ أمر ألا يأكلوا إلا باسم الله، وأن لا يكسروا عظامه، ثم قال: " إن أبا أيوب رجل فقير، إلهي أنت خلقتها، وأنت أفنيتها، وإنك قادر على إعادتها، فاحيها يا حي لا إله إلا أنت فأحياه الله وجعل فيها بركة لأبي أيوب، وشفاء المرضى في لبنها، فسماها أهل المدينة المبعوثة، وفيها قال عبد الرحمن بن عوف أبياتا منها:
ألم يبصروا شاة ابن زيد (1) وحالها * وفي أمرها للطالبين مزيد وقد ذبحت ثم استجر (2) إهابها * وفصلها فيما هناك يزيد وأنضج منها اللحم والعظم والكلى * فهلهله بالنار وهو هريد فأحيا له ذو العرش والله قادر * فعادت بحال ما يشاء يعود وفي خبر عن سلمان: أنه لما نزل (صلى الله عليه وآله) دار أبي أيوب لم يكن له سوى جدي وصاع من شعير، فذبح له الجدي وشواه، وطحن الشعير وعجنه وخبزه، وقدم بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) فأمر بأن ينادي: ألا من أراد الزاد فليأت إلى دار أبي أيوب، فجعل أبو أيوب ينادي، والناس يهرعون كالسيل حتى امتلأت الدار، فأكل الناس بأجمعهم والطعام لم يتغير، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أجمعوا العظام فجمعوها فوضعها في إهابها، ثم قال: قومي بإذن الله تعالى، فقام الجدي فضج الناس بالشهادتين (2).
بيان: قوله: فهلهله، أي طبخه رق، من قولهم: هلهل النساج الثوب:
إذا أرق نسجه وخففه، وفي بعض النسخ فخلخله، يقال: خلخل العظم: إذا أخذ ما عليه من اللحم، ويقال: هرد اللحم، أي أنعم إنضاجه أو طبخه حتى تهرأ.
47 - الكافي: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما استسقى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسقي الناس حتى قالوا: إنه الغرق، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيده وردها: " اللهم حوالينا ولا علينا " قال: فتفرق السحاب، فقالوا

(١) أراد أبا أيوب لأنه خالد بن زيد بن كليب الأنصاري الخزرجي.
(٢) في المصدر: استجز والإهاب بالكسر: الجلد.
(٣) مناقب آل أبي طالب ١: ١١٤ وفى النسختين المطبوعتين اثبات حديث آخر ذيل الحديث من المناقب أوله: أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: لما غزونا خيبر، الحديث وقد مر نقلة من المناقب ص ٣٦٥ ج 17 واما في نسخة المصنف (قده) فقد خط عليه لعدم مناسبته الباب.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410