بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ١٦٦
منهم " أن كان ذا مال وبنين " أي قال ذلك حينئذ لان كان متمولا مستظهرا بالبنين من فرط غروره، أو علة ل‍ " لا تطع " أي لا تطع من هذه مثالبه لان كان ذا مال " سنسمه " بالكي " على الخرطوم " أي على الانف، وقد أصاب أنف الوليد جراحة يوم بدر فبقي أثره، وقيل هو عبارة عن غاية الاذلال، أو نسود وجهه يوم القيامة.
قوله تعالى: " سأل سائل " قال البيضاوي: أي دعا داع به، بمعنى استدعاه، ولذلك عدي الفعل بالباء، والسائل نضر بن الحارث فإنه قال: " إن كان هذا هو الحق من عندك " أو أبو جهل فإنه قال: " فأسقط علينا كسفا من السماء " سأله استهزاء، أو الرسول استعجل بعذابهم (1).
أقول: ستأتي أخبار كثيرة في أنها نزلت في النعمان بن الحارث الفهري حين أنكر ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: " اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء " فرماه الله بحجر على رأسه فقتله.
قوله: " مهطعين " أي مسرعين " عزين " أي فرقا شتى، قيل: كان المشركون يحلقون حول رسول الله (صلى الله عليه وآله) حلقا حلقا ويستهزؤون بكلامه " أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم " بلا إيمان، وهو إنكار لقولهم: لو صح ما يقوله لنكونن فيها أفضل حظا منهم كما في الدنيا (2).
" إنا أرسلنا إليكم رسولا " يا أهل مكة " شاهدا عليكم " يشهد عليكم يوم القيامة بالإجابة والامتناع. " وبيلا " أي ثقيلا (3).
قوله تعالى: " يا أيها المدثر " قال الطبرسي رحمه الله أي المتدثر بثيابه، قال الأوزاعي: سمعت يحيى بن أبي كثير يقول: سألت أبا سلمة أي القرآن انزل من قبل قال: " يا أيها المدثر " فقلت: أو " اقرأ باسم ربك "؟ فقال: سألت جابر بن عبد الله أي القرآن انزل قبل؟ قال: " يا أيها المدثر " فقلت: أو " اقرأ "؟ قال جابر: أحدثكم ما

(1) أنوار التنزيل 2: 547.
(2) أنوار التنزيل 2: 549 و 550.
(3) أنوار التنزيل 2: 559.
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410