بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ١٦١
قوله: " ولكل قوم هاد " أي أنت لكل قوم، أو المعنى جعل الله لكل قوم هاديا وستأتي الاخبار في ذلك في كتاب الإمامة.
قوله تعالى: " وإما نرينك بعض الذي نعدهم " قال الطبرسي: أي نعد هؤلاء الكفار من نصر المؤمنين عليهم، وتمكينك منهم بالقتل والأسر واغتنام الأموال " أو نتوفينك " أي نقبضنك إلينا قبل أن نريك ذلك، وبين بذلك أن بعض ذلك في حياته، وبعضه بعد وفاته " فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب " أي عليك أن تبلغهم ما أرسلناك به إليهم، وتقوم بما أمرناك بالقيام به، وعلينا حسابهم ومجازاتهم والانتقام منهم إما عاجلا وإما آجلا، وفي هذا دلالة على أن الاسلام سيظهر على سائر الأديان في أيامه (1) و بعد وفاته، وقد وقع المخبر به على وفق الخبر (2).
" ولا تحزن عليهم " أي على كفار قريش أن لم تؤمنوا ونزل بهم العذاب " واخفض جناحك " أي تواضع " للمؤمنين " وأصله أن الطائر إذا ضم فرخه إلى نفسه بسط جناحه ثم خفضه " فاصدع بما تؤمر " أي أظهر وأعلن وصرح بما أمرت به غير خائف " وأعرض عن المشركين " أي لا تخاصمهم إلى أن تؤمر بقتالهم، أولا تلتفت إليهم ولا تخف منهم " وكن من الساجدين " أي المصلين " حتى يأتيك اليقين " أي الموت المتيقن (3).
" بالحكمة " أي القرآن، وقيل: هي المعرفة بمراتب الافعال في الحسن والقبح و الصلاح والفساد " والموعظة الحسنة " هي الصرف عن القبيح على وجه الترغيب في تركه، والتزهيد في فعله " وجادلهم بالتي هي أحسن " أي ناظرهم بالقرآن وبأحسن ما عندك من الحجج، وقيل: هو أن يجادلهم على قدر ما يحتملونه، كما جاء في الحديث " أمرنا معاشر الأنبياء أن نكلم الناس على قدر عقولهم (4) ".
قوله تعالى: " نحن أعلم بما يستمعون به " قد مر تفسيره في كتاب الاحتجاج.
قوله: " لا مبدل لكلماته " أي لآياته وكتبه أو مواعيده وتقديراته أو أنبيائه وحججه

(1) في المصدر: سيظهر على سائر الأديان ويبطل الشرك في أيامه.
(2) مجمع البيان 6: 298 و 299.
(3) مجمع البيان 6: 345 - 347.
(4) مجمع البيان 6: 392 و 393.
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410