بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ١٦٢
صلوات الله عليهم. قوله: " ملتحدا " أي ملجأ ومعدلا ومحيصا.
قوله تعالى: " أفرأيت الذي كفر بآياتنا " قال الطبرسي رحمه الله روي في الصحيح عن خباب بن الأرت قال: كنت رجلا غنيا وكان لي على العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه، فقال لي: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: لن أكفر به حتى نموت و نبعث (1)، فقال: فإني لمبعوث بعد الموت فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مال وولد، فنزلت (2).
قوله تعالى: " لدا " اللد جمع الألد وهو الشديد الخصومة " من لدنا ذكرا " أي كتابا مشتملا على الأقاصيص والاخبار، حقيقا بالتفكر والاعتبار، وقيل: ذكرا جميلا بين الناس " من أعرض عنه " عن الذكر أو عن الله " فإنه يحمل يوم القيامة وزرا " عقوبة ثقيلة فادحة على كفره وذنوبه.
قوله تعالى: " ومن الناس من يجادل " قال الطبرسي رحمه الله: قيل: المراد به النضر ابن الحارث فإنه كان كثير الجدال، وكان يقول: الملائكة بنات الله، والقرآن أساطير الأولين، وينكر البعث (3).
قوله تعالى: " لكل أمة " أي أهل دين " جعلنا منسكا " متعبدا أو شريعة تعبدوا بها " هم ناسكوه " ينسكونه " فلا ينازعنك " سائر أرباب الملل " في الامر " في أمر الدين أو النسائك لأنهم أهل عناد، أو لان دينك أظهر من أن يقبل النزاع. وقيل: المراد نهي الرسول عن الالتفات إلى قولهم وتمكينهم من المناظرة، فإنها إنما تنفع طالب حق، وهؤلاء أهل مراء وقيل: نزلت في كفار خزاعة قالوا للمسلمين: مالكم تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتله الله؟ " إلا من شاء " أي إلا فعل من شاء " أن يتخذ إلى ربه سبيلا " أن يتوب إليه ويطلب الزلفى عنده بالايمان والطاعة، فصور ذلك بصورة الاجر من حيث إنه مقصود فعله، وقيل: الاستثناء منقطع " باخع نفسك " أي قاتل نفسك " أن لا يكونوا مؤمنين "

(1) في المصدر: حتى تموت وتبعث.
(2) مجمع البيان 6: 528.
(3) مجمع البيان 7: 71.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410