بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ١٦٤
قائمكم أو ليكونن من غيركم ثم لتندمن، ثم أعاد الكلام ثلاث مرات، فقام علي (عليه السلام) فبايعه فأجابه، ثم قال: ادن مني، فدنا منه ففتح فاه ومج في فيه من ريقه وتفل بين كتفيه وثدييه، فقال أبو لهب: بئس ما حبوت به ابن عمك أن أجابك فملأت فاه ووجهه بزاقا، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ملأته حكما وعلما.
وعن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الصفا فقال:
يا صباحاه، فاجتمعت إليه قريش فقالوا: مالك؟ فقال: أرأيتكم إن أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ما كنتم تصدقونني؟ قالوا: بلى، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، قال أبو لهب: تبا لك، ألهذا دعوتنا جميعا؟! فأنزل الله تعالى: " تبت يدا أبي لهب " إلى آخر السورة (1). وفي قراءة ابن مسعود: " وأنذر عشيرتك الأقربين * ورهطك منهم المخلصين " وروي ذلك عن أبي عبد الله (عليه السلام) (2).
قوله تعالى: " إن الله يسمع من يشاء " بهدايته فيوفقه لفهم آياته والاتعاظ بعظاته " وما أنت بمسمع من في القبور " ترشيح لتمثيل المصرين على الكفر بالأموات، ومبالغة في إقناطه عنهم " إن أنت إلا نذير " فما عليك إلا الانذار، وأما الاسماع فلا إليك.
قوله: " لينذر " أي القرآن أو الرسول (صلى الله عليه وآله) " من كان حيا " أي عاقلا فهما، فإن الغافل كالميت، أو مؤمنا في علم الله، فإن الحياة الأبدية بالايمان، وتخصيص الانذار به، لأنه المنتفع به " ويحق القول " أي تجب كلمة العذاب على الكافرين المصرين على الكفر " فاصبر إن وعد الله " بهلاك الكفار " حق " كائن لا محالة " فإما نرينك " " ما " مزيدة لتأكيد الشرط " بعض الذي نعدهم " وهو القتل والأسر " أو نتوفينك " قبل أن تراه " فإلينا يرجعون " يوم القيامة فنجازيهم بأعمالهم.
قوله تعالى: " لا حجة " أي لا حجاج ولا خصومة.
قوله تعالى: " فاستمسك بالذي أوحي إليك " أي من القرآن بأن تتلوه حق تلاوته

(1) السورة: 111.
(2) مجمع البيان 7: 206.
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410