بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ١٦٣
لئلا يؤمنوا، أو خيفة أن لا يؤمنوا " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية " أي دلالة ملجئة إلى الايمان، أو بلية قاسرة إليه (1).
" وأنذر عشيرتك الأقربين " قال الطبرسي رحمه الله: أي رهطك الأدنين، واشتهرت القصة (2) بذلك عند الخاص والعام، وفي الخبر المأثور عن البراء بن عازب أنه قال: لما نزلت هذه الآية جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس فأمر عليا (عليه السلام) برجل شاة فأدمها (3) ثم قال: ادنوا بسم الله، فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا، ثم دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة ثم قال: هلموا اشربوا بسم الله، فشربوا حتى رووا، فبدرهم أبو لهب فقال: هذا ما سحركم به الرجل، فسكت (صلى الله عليه وآله) يومئذ ولم يتكلم، ثم دعاهم من الغد إلى مثل ذلك من الطعام والشراب، ثم أنذرهم رسول الله فقال: يا بني عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من الله عز وجل والبشير فأسلموا وأطيعوني تهتدوا، ثم قال: من يؤاخيني و يوازرني ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي ديني؟ فسكت القوم فأعادها ثلاثا كل ذلك يسكت القوم ويقول علي: أنا، فقال في المرة الثالثة: أنت، فقام القوم و هم يقولون لأبي طالب: أطع ابنك، فقد امر عليك، أورده الثعلبي في تفسيره، وروى عن أبي رافع هذه القصة وأنه جمعهم في الشعب فصنع لهم رجل شاة فأكلوا حتى تضلعوا (4)، وسقاهم عسا فشربوا كلهم حتى رووا، ثم قال: إن الله أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين وأنتم عشيرتي ورهطي، وإن الله لم يبعث نبيا إلا وجعل له من أهله أخا ووزيرا ووارثا ووصيا وخليفة في أهله، فأيكم يقوم فيبايعني على أنه أخي ووارثي ووزيري ووصيي و يكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ فسكت القوم فقال: ليقومن

(١) قاسرة عليه خ ل.
(٢) ستأتي أخبار كثيرة في ذلك عن العامة والخاصة في محله.
(٣) في النهاية: فيه فأدمته أي خلطته وجعلت فيه إداما يؤكل، يقال فيه بالمد والقصر، وفى الصحاح، الادم: الألفة والاتفاق، يقال: أدم الله بينهما، أي أصلح وألف، وكذلك آدم الله بينهما. منه رحمه الله.
(4) تضلع: امتلأ شبعا أو ريا.
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410