بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ١١٧
عليه، فأقبل ومعه خويلد بن الحارث الكلبي حتى إذا دنا من المدينة هاب الرجل أن يدخل، فقال له قيس: أما إذا أبيت أن تدخل فكن في هذا الجبل حتى آتيه، فإن رأيت الذي تحب (1) أدعوك فاتبعني، فأقام ومضى قيس حتى إذا دخل على النبي (صلى الله عليه وآله) المسجد فقال: يا محمد أنا آمن؟ قال: نعم وصاحبك الذي تخلف في الجبل، قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، فبايعه، وأرسل إلى صاحبه فأتاه، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): يا قيس إن قومك قومي، وإن لهم في الله وفي رسوله خلفا.
27 - مناقب ابن شهرآشوب، الخرائج: روي أن أبا ذر قال: يا رسول الله إني قد اجتويت المدينة أفتأذن لي أن أخرج أنا وابن أخي إلى الغابة فتكون بها؟ فقال: إني أخشى أن تغير حي من العرب فيقتل ابن أخيك فتأتي فتسعى فتقوم بين يدي متكئا على عصاك فتقول: قتل ابن أخي، واخذ السرح (2)، فقال: يا رسول الله لا يكون إلا (3) خير، فأذن له فأغارت خيل بني فزارة، فأخذوا السرح وقتلوا ابن أخيه، فجاء أبو ذر معتمدا على عصاه ووقف عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبه طعنة قد جافته (4) فقال: صدق الله رسوله (5).
بيان: قال الجزري: في الحديث العرنيين: فاجتووا المدينة، أي أصابهم الجوى وهو المرض وداء الجوف إذا تطاول، وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها واستوخموها، يقال:
اجتويت البلد: إذا كرهت المقام فيه وإن كنت في نعمة انتهى. والغابة: موضع بالحجاز،

(١) نحب خ ل.
(٢) السرح: الماشية.
(٣) على خير خ ل.
(٤) أجافته خ ل.
(٥) مناقب آل أبي طالب ١: ١٠٠ ط النجف، ألفاظ الحديث فيه هكذا: واستأذن أبو ذر رسول الله أن يكون في مزينة مع ابن أخيه، فقال: انى أخشى أن تغير عليك خيل من العرب فتقتل ابن أخيك فتأتيني شعثا فتقوم بين يدي متكئا على عصى فتقول: قتل ابن أخي واخذ السرح، ثم أذن له فخرج ولم يلبث الا قليلا حتى أغار عليه عيينة بن حصن وأخذ السرح وقتل ابن أخيه و أخذت امرأته، فأقبل أبو ذر يستند حتى وقف بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبه طعنة جائفة، فاعتمد على عصاه وقال: صدق الله ورسوله، اخذ السرح، وقتل ابن أخي، وقمت بين يديك على عصاي، فصاح رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسلمين فخرجوا بالطلب فردوا السرح.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410