بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ١٢٢
هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصرة والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب.
وروى بريدة الأسلمي أنه عليه وآله السلام قال: ستبعث بعوث (1) فكن في بعث يأتي خراسان، ثم أسكن مدينة مرو فإنه بناها ذو القرنين، ودعا لها بالبركة، وقال:
لا يصيب أهلها سوء.
وروى أبو هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا و كرمان قوما من أعاجم حمر الوجوه، فطس الأنوف، صغار الأعين، كأن وجوههم المجان المطرقة (2).
وروى أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنا في دار عقبة بن رافع فاتينا برطب من رطب ابن طاب (3)، فأولت الرفعة لنا في الدنيا، والعافية في الآخرة، وإن ديننا قد طاب.
ومن ذلك إخباره بما يحدث أمته بعده، نحو قوله (صلى الله عليه وآله): " ولا ترجعوا (4) بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " رواه البخاري في الصحيح مرفوعا إلى ابن عمر.
وقوله - رواه أبو حازم، عن سهل بن حنيف، عن النبي (صلى الله عليه وآله) -: أنا فرطكم على الحوض من ورد شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم. قال أبو حازم: سمع النعمان بن أبي عياش وأنا أحدث الناس بهذا الحديث، فقال: هكذا سمعت سهلا يقول؟ قلت: نعم، قال: فأنا أشهد على أبي سعيد الخدري يزيد فيه: " فأقول: إنهم أمتي، فيقال: إنك لا تدري ما عملوا (5) بعدك، فأقول: سحقا

(1) البعوث جمع البعث: الجيش، أو كل قوم بعثوا.
(2) المجن والمجنة: كل ما وقى من السلاح. الترس والجمع المجان. قال الجزري في طرق أي التراس التي البست العقب شيئا فوق شئ، ومنه طارق النعل: إذا صيرها طاقا فوق طاق و ركب بعضها فوق بعض، ورواه بعضهم بتشديد الراء للتكثير والأول أشهر.
(3) ابن طاب ضرب من الرطب (4) في المصدر: لترجعوا.
(5) في المصدر: ما فعلوا.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410