بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ١٠٣
وعبده، وأن تحجوا البيت، وتصوموا شهرا من اثني عشر شهرا وهو شهر رمضان، فمن أجابني فله الجنة نزلا وثوابا، ومن عصاني كانت له النار منقلبا وعقابا، قال: فأسلمنا وعقد لي لواء وكتب لي كتابا، فقال زمل عند ذلك.
* (شعر) * إليك رسول الله أعملت نصها * اكلفها حزنا وقوزا من الرمل لأنصر خير الناس نصرا مؤزرا * وأعقد حبلا من حبالك في حبلي وأشهد أن الله لا شئ غيره * آدين له ما أثقلت قدمي نعلي قال: وذكروا أن عمرو بن مرة كان يحدث فيقول: خرجت حاجا في الجاهلية في جماعة من قومي، فرأيت في المنام وأنا في الطريق كأن نورا قد سطع من الكعبة حتى أضاء إلى نخل يثرب، وجبلي جهينة: الأشعر والأجرد، وسمعت في النوم قائلا يقول:
تقشعت الظلماء، وسطع الضياء، وبعث خاتم الأنبياء، ثم أضاء إضاءة أخرى حتى نظرت إلى قصور الحيرة وأبيض المدائن وسمعته يقول: أقبل حق فسطع، ودمغ باطل فانقمع فانتبهت فزعا وقلت لأصحابي: والله ليحدثن بمكة في هذا الحي من قريش حدث، ثم أخبرتهم بما رأيت، فلما انصرفنا إلى بلادنا جاءنا مخبر يخبر أن رجلا من قريش يقال له: أحمد قد بعث، وكان لنا صنم فكنت أنا الذي أسدنه فشددت عليه فكسرته، وخرجت حتى قدمت عليه مكة فأخبرته، فقال: يا عمرو بن مرة أنا النبي المرسل إلى العباد كافة، أدعوهم إلى الاسلام، وآمرهم بحقن الدماء، وصلة الأرحام، وعبادة الرحمن، ورفض الأوثان وحج البيت، وصوم شهر رمضان، فمن أجاب فله الجنة، ومن عصى فله النار، فآمن بالله يا عمرو بن مرة تأمن يوم القيامة من النار، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله آمنت بما جئت به من حلال وحرام من إن أرغم ذلك كثيرا من الأقوام، وأنشأت أقول:
شهدت بأن الله حق وأنني * لآلهة الأحجار أول تارك وشمرت عن ساقي الإزار مهاجرا * إليك أجوب (1) الوعث بعد الدكادك لأصحب خير الناس نفسا ووالدا * رسول مليك الناس فوق الحبائك ثم قلت: يا رسول الله ابعثني إلى قومي لعل الله تبارك وتعالى أن يمن بي عليهم

(1) جاب البلاد: قطعها.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410