عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما جالسا فاطلع عليه علي (عليه السلام) مع جماعة، فلما رآهم تبسم، قال: جئتموني تسألوني عن شئ إن شئتم أعلمتكم بما جئتم، وإن شئتم تسألوني، فقالوا: بل تخبرنا يا رسول الله، قال: جئتم تسألونني عن الصنائع لمن تحق، فلا ينبغي أن يصنع إلا لذي حسب أو دين، وجئتم تسألونني عن الجهاد المرأة، فإن جهاد المرأة حسن التبعل (1) لزوجها، وجئتم تسألونني عن الأرزاق من أين أبى الله أن يرزق عبده إلا من حيث لا يعلم، فإن العبد إذا لم يعلم وجه رزقه كثر دعائه (2).
بيان: الصنائع جمع الصنيعة وهي العطية والكرامة والاحسان.
5 - قصص الأنبياء: الصدوق: عن عبد الله بن حامد، عن محمد بن جعفر، عن عبد الله بن أحمد ابن إبراهيم، عن عمر بن حصين الباهلي، عن عمر بن مسلم، عن عبد الرحمن بن زياد، عن مسلم بن يسار قال: قال أبو عقبة الأنصاري: كنت في خدمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجاء نفر من اليهود فقالوا لي: استأذن لنا على محمد، فأخبرته فدخلوا عليه، فقالوا: أخبرنا عما جئنا نسألك عنه، قال: جئتموني تسألونني عن ذي القرنين، قالوا: نعم، فقال: كان غلاما من أهل الروم، ناصحا لله عز وجل فأحبه الله وملك الأرض، فسار حتى أتى مغرب الشمس، ثم سار إلى مطلعها، ثم سار إلى خيل (3) يأجوج ومأجوج فبنى فيها السد، قالوا: نشهد أن هذا شأنه وأنه لفي التوراة (4).
6 - قصص الأنبياء: بالاسناد إلى الصدوق بإسناده إلى ابن عباس قال: دخل أبو سفيان على النبي (صلى الله عليه وآله) يوما فقال: يا رسول الله أريد أن أسألك عن شئ، فقال (صلى الله عليه وآله): إن شئت أخبرتك قبل أن تسألني، قال: افعل، قال: أردت أن تسأل عن مبلغ عمري، فقال: نعم يا رسول الله، فقال: إني أعيش ثلاثا وستين سنة، فقال: أشهد أنك صادق، فقال (صلى الله عليه وآله):
بلسانك دون قبلك، قال ابن عباس: والله ما كان إلا منافقا، قال: ولقد كنا في محفل فيه