بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ١٠٤
كما من علي بك، فبعثني وقال: عليك بالرفق، والقول السديد، ولاتك فظا غليظا، ولا مستكبرا ولا حسودا، فأتيت قومي فقلت: با بني رفاعة بل يا معشر جهينة (1) إن الله واله الحمد قد جعلكم خيار من أنتم منه، وبغض إليكم في جاهليتكم ما حبب إلى غيركم من العرب، الذين كانوا يجمعون بين الأختين، ويخلف الرجل منهم على امرأة أبيه، وإغارة في الشهر الحرام، فأجيبوا هذا الذي من لوي تنالوا شرف الدنيا وكرامة الآخرة وسارعوا في أمره يكن بذلك لكم عنده فضيلة، قال: فأجابوني إلا رجل منهم فإنه قام فقال: يا عمرو بن مرة أمر الله عيشك، أتأمرنا برفض آلهتنا، وتفريق جماعتنا، ومخالفة دين آبائنا، ومن مضى من أوائلنا إلى ما يدعوك إليه هذا المضري من تهامة، لا ولا حبا ولا كرامة، ثم أنشأ يقول: * (شعر) * إن ابن مرة قد أتى بمقالة * ليست مقالة من يريد صلاحا إني لأحسب قوله وفعاله * يوما وإن طال الزمان ذباحا يسفه الأحلام (2) ممن قد مضى * من رام ذلك لا أصاب فلاحا فقال له عمرو: الكذاب مني ومنك أمر الله عيشه، وأبكم لسانه، وأكمه إنسانه (3) قال عمرو: فوالله لقد عمي، وما مات حتى سقط فوه، وكان لا يقدر على الكلام، ولا يبصر شيئا وافتقروا احتاج (4).
بيان: في النهاية: النص: التحريك حتى يستخرج أقصى سير الناقة، وفي القاموس القوز: المستدير من الرمل، والكثيب المشرف، وقال: الوعث: المكان السهل الدهش تغيب فيه الاقدام، والطريق العسر، وقال: الدكداك من الرمل: ما يكبس، أو ما التبد منه بالأرض أو هي أرض فيها غلظ والجمع دكادك. وقال الجوهري: الحباك والحبيكة:

(1) في المصدر: يا معشر جهينة أنا رسول الله إليكم، أدعوكم إلى الجنة وأحذركم من النار، يا معشر جهينة اه‍. أقول: فيه سقط، والصحيح: أنا رسول رسول الله إليكم.
(2) في المصدر: أتسفه الأشياخ ممن قد مضى * من رام ذلك لا أصاب فلاحا.
(3) أي عينه.
(4) كنز الكراجكي: 92 - 94.
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410