بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥ - الصفحة ٢٥
ثم قال عليه السلام: في قوله تعالى: " ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم و الصابرين ونبلو أخباركم " وفي قوله: " سنستدرجهم من حيث لا يعلمون " وفي قوله:
" أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون " وفي قوله: " ولقد فتنا سليمان " وفي قوله: إنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري " وقول موسى: " إن هي إلا فتنتك " وقوله:
" ليبلوكم فيما آتيكم " وقوله: " ثم صرفكم عنهم ليبتليكم " وقوله: " إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة " وقوله: " ليبلوكم أيكم أحسن عملا " وقوله: " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات " وقوله: " ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض " إن جميعها جاءت في القرآن بمعنى الاختبار.
ثم قال عليه السلام: فإن قالوا: ما الحجة في قول الله تعالى: " يهدى من يشاء ويضل من يشاء " وما أشبه ذلك؟ قلنا: فعلى مجاز هذه الآية يقتضي معنيين: أحدهما أنه إخبار عن كونه تعالى قادرا على هداية من يشاء وضلالة من يشاء، ولو أجبرهم على أحدهما لم يجب لهم ثواب، ولا عليهم عقاب على ما شرحناه، والمعنى الآخر أن الهداية منه: التعريف، كقوله تعالى: " وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى " وليس كل آية مشتبهة في القرآن كانت الآية حجة على حكم الآيات اللاتي أمر بالاخذ بها وتقليدها وهي قوله:
" هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله " الآية، وقال: " فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هديهم الله وأولئك هم أولو الألباب " وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى، ويقرب لنا ولكم الكرامة والزلفى، وهدانا لما هو لنا ولكم خير وأبقى، إنه الفعال لما يريد، الحكيم الجواد المجيد " ص 249 - 252 " 31 - الإحتجاج: عن داود بن قبيصة (1) قال: سمعت الرضا عليه السلام: يقول: سئل أبي عليه السلام

(١) هكذا في نسخ الكتاب والاحتجاج المطبوع وهو غير مذكور في التراجم، ولكن الظاهر أنه تصحيف " دارم بي قبيصة " المترجم في ص ١١٧ من رجال النجاشي بقوله: دارم بن قبيسة بن نهشل ابن مجمع أبو الحسن التميمي الدارمي السائح، روى عن الرضا عليه السلام، وله عنه كتاب الوجوه والنظائر، وكتاب الناسخ والمنسوخ إ ه‍ وقال العلامة في القسم الثاني من الخلاصة: يروي عن الرضا عليه السلام قال ابن الغضائري: لا يؤنس بحديثه ولا يوثق به. انتهى. أقول: دارم بفتح الدال وكسر الراء وزان فاعل، وقبيصة كسفينة، ونهشل بفتح النون وسكون الهاء وفتح الشين، ومجمع بالميم المضمومة والجيم المفتوحة والميم المشددة المكسورة وزان محدث.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 خطبة الكتاب 1
3 * أبواب العدل * باب 1 نفي الظلم والجور عنه تعالى، وإبطال الجبر والتفويض، وإثبات الأمر بين الأمرين، وإثبات الاختيار والاستطاعة، وفيه 112 حديثا. 2
4 باب 2 آخر وهو من الباب الأول، وفيه حديث. 68
5 باب 3 القضاء والقدر، والمشية والإرادة، وسائر أبواب الفعل، وفيه 79 حديثا. 84
6 باب 4 الآجال، وفيه 14 حديثا. 136
7 باب 5 الأرزاق والأسعار، وفيه 13 حديثا. 143
8 باب 6 السعادة والشقاوة، والخير والشر، وخالقهما ومقدرهما، وفيه 23 حديثا. 152
9 باب 7 الهداية والإضلال والتوفيق والخذلان، وفيه 50 حديثا. 162
10 باب 8 التمحيص والاستدراج، والابتلاء والاختبار، وفيه 18 حديثا. 210
11 باب 9 أن المعرفة منه تعالى، وفيه 13 حديثا. 220
12 باب 10 الطينة والميثاق، وفيه 67 حديثا. 225
13 باب 11 من لا ينجبون من الناس، ومحاسن الخلقة وعيوبها اللتين تؤثران في الخلق، وفيه 15 حديثا. 276
14 باب 12 علة عذاب الاستيصال، وحال ولد الزنا، وعلة اختلاف أحوال الخلق، وفيه 14 حديثا. 281
15 باب 13 الأطفال ومن لم يتم عليهم الحجة في الدنيا، وفيه 22 حديثا. 288
16 باب 14 من رفع عنه القلم، ونفي الحرج في الدين، وشرائط صحة التكليف، وما يعذر فيه الجاهل، وأنه يلزم على الله التعريف وفيه 29 حديثا. 298
17 باب 15 علة خلق العباد وتكليفهم، والعلة التي من أجلها جعل الله في الدنيا اللذات والآلام والمحن، وفيه 18 حديثا. 309
18 باب 16 عموم التكاليف، وفيه ثلاثة أحاديث. 318
19 باب 17 أن الملائكة يكتبون أعمال العباد، وفيه 35 حديثا. 319
20 باب 18 الوعد والوعيد، والحبط والتكفير، وفيه حديثان. 331