لا رجعة لي فيك، فعيشك قصير وخطرك يسير وأملك حقير، آه من قلة الزاد وطول الطريق وبعد السفر وعظيم المورد وخشونة المضجع! (1).
() - وقال (عليه السلام): الدنيا تغر وتضر وتمر، إن الله تعالى لم يرضها ثوابا لأوليائه ولا عقابا لأعدائه، وإن أهل الدنيا كركب بيناهم حلوا إذ صاح بها سائقهم فارتحلوا (2).
() - قال النبي (صلى الله عليه وآله): الرغبة في الدنيا تكثر الهم والحزن، والزهد في الدنيا يريح القلب والبدن (3).
() - قال الصادق (عليه السلام): من تعلق قلبه بالدنيا تعلق منها بثلاث خصال: هم لا يفنى، وأمل لا يدرك، ورجاء لا ينال (4).
() - وقال (عليه السلام): عجبت لمن يبخل بالدنيا وهي مقبلة عليه، أو يبخل بها وهي مدبرة عنه، فلا الإنفاق مع الإقبال يضره، ولا الإمساك مع الإدبار ينفعه (5).
() - قال أمير المؤمنين (عليه السلام): في بعض خطبه: أيها الناس، إن الدنيا دار فناء والآخرة دار بقاء، فخذوا من ممركم لمقركم ولا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم، وأخرجوا من الدنيا قلوبكم من قبل أن تخرج منها أبدانكم، ففي الدنيا حييتم وللآخرة خلقتم، إنما الدنيا كالسم يأكله من لا يعرفه، إن العبد إذا مات قالت الملائكة: ما قدم؟ وقال الناس: ما أخر؟
فقدموا فضلا يكن لكم، ولا تؤخروا كلا يكن عليكم، فإن المحروم من حرم خير ماله، والمغبوط [من] ثقل (6) بالخيرات والصدقات موازينه،