وعدل إلى ناحية جرجان على أن يكون قدومه لنيشابور على طريق جرجان ثم انه ورد نيشابور وأقام بها وبعث منها العساكر والقضاة وأصحاب البرد إلى النواحي، ثم خرج من نيشابور إلى طوس، ونزل قرية حميد الطوسي التي يقال لها سناباد، فسال عن اسم القرية فقال له سناباد فمرض وعلم أنها تربته، ووطن نفسه على أن يموت بها، وانه لا مرد لقضاء الله عز وجل، فأرسل المأمون على مقدمته إلى مرو وأقام هو في سناباد عليلا إلى أن توفي فدفن بها.
(فصل) ورأيت في الجزء التأني من كتاب (الوزراء) تأليف علي ابن الحسين بن عبد الله الخازن عند ذكر وزارة أبي الحسن ناصر بن مهدي العلوي الحسني رضوان الله عليه وكنت انا سمعت ذلك منه فعلق بحفظي واني الآن احفظه، قال حدثني الحافظ أبو عبد الله البغدادي قال حدثني كثير القمي صاحب الوزير ناصر بن المهدي قال كنت بخدمته في قم وكان حينئذ يتفقه في مدرسة هنا لك فقدم علينا منجم عالم باحكام النجوم فجمع الجماعة مواليدهم وألقوها بين يديه، وكان في جملتها مولدا لوزير فنظر فيها ثم أمسك مولدا لوزير وقال صاحب هذا المولد يحكم في الشرق والغرب قلت انا وقد كان كثير القمي اذن لي في أيام وزارته بالرواية عنه (فصل) ومن المذكورين بالإصابة في علم النجوم ولم يذكر اسمه قبل الاسلام ما ذكره أبو جعفر ابن بابويه رحمه الله في الجزء الثالث من كتاب الكمال في الغيبة في جملة حديث ملك الهند وولده يوذاسف وبلوهر