ما ذكره التنوخي في الجزء السابع من نشوار المحاضرة قال حدثني أبو الحسين قال حدثني علي بن العباس النوبختي قال حدثني محمد بن داود بن الجراح قال حدثني أبو علي الحسن بن وهب، قال رأيت يوما محمد بن عبد الملك الزيات قد عاد من موكب المعتصم قبل خروجه إلى سامرا وهو على غاية من الضجر وكنت جسورا عليه، فقلت مالي ارى الوزير أيده الله مهموما قال أفما عرفت خبري قلت لا قال ركب أمير المؤمنين وانا أسايره من جانب وابن أبي داود يسايره من الجانب الآخر حتى بلغنا رحبة الجسر فأطال الوقوف حتى ظننا انه ينتظر شيئا ثم أسرع خادم يركض حتى أسر إليه سرا فقال غممتني وكر راجعا إلى الجانب الشرقي فلما توسط الطريق جعل يضحك ولا شئ يضحكه، فجسر عليه ابن أبي داود فقال إن رأى أمير المؤمنين ان يشركنا بالسرور فيما يسره قال ليست لكما حاجة في ذلك فقال ابن داود بلى قال أما إذا سألتماني لم ركبت اليوم فاني اعتمدت ان أتبعد وصرت إلى رحبة الجسر فذكرت منجما كان يجلس فيها أيام فتنة الأمين وبعدها وكان موصوفا بالحذق قديما، وكنت اسمع به فلما فسدت الأمور في أيام الفتنة لجا إلى الجلوس على الطريق والتنجيم فلما غلب إبراهيم ابن شكلة على الامر اعتمد علي في الرزق واجري لي خمسمائة دينار في الشهر ولم يكن أحد داخله أكثر رزقا منى لان جيشه انما كان كل واحد له تسعة دراهم وعشرة، والقواد مثلها دينارا ونحو ذلك لضيق الأحوال وخراب البلاد، والناس انما كانوا يقاتلون معه
(١٩٠)