الحكيم فقال عن ملك الهند ما هذا لفظه، وكان حريصا على الولد ولم يكن له ولد إلى أن طال عليه أمره فحملت امرأة من نسائه وولدت غلاما فاستبشر بذلك وأمر للناس بالاكل والشرب سنة وسمى الغلام يوذاسف وجمع العلماء والمنجمين لتقويم ميلاده فرفع المنجمون إليه انهم يجدون الغلام يبلغ من الشرف والمنزلة ما لم يبلغ أحد واتفقوا على ذلك جميعا غير أن واحدا منهم قال ما أظن أن الشرف الذي يبلغه هذا الغلام الأشرف الآخرة، ولا احسبه إلا ان يكون إماما في الدين والنسك وذا فضيلة في درجات الآخرة، لأني أرى الشرف الذي يبلغه ليس يشبه شرف الدنيا بل هو يشبه شرف الآخرة، فوقع ذلك القول من الملك موقعا كاد ينغصه سروره بالغلام، وكان المنجم الذي أخبر بذلك من أوثق المنجمين في نفسه، وأعلمهم وأصدقهم عنده، ثم ذكر ابن بابويه كيف تقلبت الأمور بيوذاسف ابن الملك حتى زهد في الدنيا زهدا عظيما وفارق ملك أبيه وصح حكم المنجم فيه، بدلالة الله تعالى له بالنجوم والتنبيه (فصل) وروى أيضا ابن بابويه في كتاب (الغيبة) ما هذا لفظه انه كان في أول الزمان ملك للهند حريصا على أن يولد له، وكان لا يدع شيئا مما يعالج به الناس أنفسهم إلا اتاه وصنعه، فلما طال ذلك من أمره حملت امرأة من نسائه وولدت غلاما فلما وضعته خطا ذات يوم خطوة فقال ميعادكم تكبرون ثم خطا أخرى فقال تهرمون ثم خطا الثالثة فقال تموتون ثم دعا كهيئته يفعل كما يفعل الصبي، فدعا الملك العلماء والمنجمين
(١٨٨)