احكام النجوم بالمواليد على شروط تعلم الطريق وقد دلت الولادة على تعلمها لمن كانت ولادته مقتضية لذلك، فكيف يقال مع هذا ان النظر في علم النجوم عبث وتعب لا يحتاج إليه، وأين حجته فيما ذكره واعتمد عليه، (فصل) ثم قال رحمه الله ما معناه ان معجزات الأنبياء عليهم السلام اخبارهم بالغيوب فكيف يقدر عليها غيرهم فيصير ذلك ما نعا من أن يكون معجز الهم، والجواب انا نقول هذا ول من بعد ما شهده من الشعراني من أنه كان يخبر بالغيوب وانه شاهد ذلك منه، فمهما أجاب به عن الشعراني في أن اخباره بالغائبات لا يقدح بالمعجزات، فهو جواب المنجمين، فاما قوله كيف يقدر عليها غيرهم فالجواب عنه إذا كان الله جل جلاله هو الذي جعل النجوم دلالات وكانت من معجزات إدريس عليه السلام، فجوابه عنه هو جوابه عن الأنبياء ويقال له ان الأنبياء ادعوا تصديق الله جل جلاله لهم بالمعجزات فصدقهم تعالى مع حكمته وعدله فلا يشبه ذلك منجم لا يدعي لقوله تصديقا وينسب دلالة النجوم إلى الله تعالى (فصل) وقد وجدنا في التواريخ كثيرا من المسلمين والمعتبرين ذكروا في معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم اخبار سطيح وغيره من الكهنة والمنجمين بغائبات أخبروا بها ووقعت، ولم يكن ذلك قادحا في معجزات الأنبياء فيما أخبروا به من الغائبات لأجل اختلاف الأنبياء والكهنة في صفات تعريفهم بالغائبات والحادثات لان الأنبياء يخبرون
(٥٠)