انه رحمه الله رجع عن مسائل كان قائلا بها ومعتقدا لها، وهذا شاهد عليه بجواز وجود الطريق فيما بعد إلى العلم بذلك واما قوله ومن أين ان الله تعالى اجرى العادة فهو استبعاد منه لوجود الدلالة وما هو نفي لها ولا إحالة وقد اعترف بصحته في أواخر جواب مسالته، وسوف نورد في كتابنا هذا من الاخبار المروية من علماء الفرقة المحقة المرضية الذي ثبت بامثالها بعض الأحكام الشرعية ما يقتضي وجود الطريق إلى التحقيق، بان دلالة النجوم صحيحة عند أهل التوفيق، واما قوله وأي نبي خبر به واستفيد من جهته فقد ذكرنا بعض من أورد إلينا انه نقل عن الأنبياء عليهم السلام وسنذكر بعد في هذا الكتاب من أشرنا إليهم، وإذا علمنا بالتجربة التي تنبت بمثلها المعلومات طريقا واضحة من دلالات النجوم كالكسوفات، كان ذلك كافيا وشافيا في أن هذا العلم صادر عن أهل النبوات، وان لم نعلمه بالروايات، كما ذكره الصادق (ع) في مناظرته للهندي وقد قدمنا (فصل) ثم قال رحمه الله تعالى في تمام كلامه ما هذا لفظ ما وقفناه عليه فان عولوا في ذلك على التجربة فانا جربنا ذلك ومن كان قبلنا فوجدناه على هذه الصفة وإذا لم يكن موجبا فيجب ان يكون معتادا قلنا لهم ومن سلم لكم هذه التجربة وانتظامها واطرادها وقد رأينا خطاكم فيها أكثر من صوابكم وصدقكم أقل من كذبكم فالا نسبتم الصحة إذا اتفقت منكم إلى الاتفاق الذي يقع من المخمن والمترجم، فقد رأينا من يصيب من هؤلاء أكثر ممن يخطئ وهم على غير أصل معتمد ولا قاعدة صحيحة
(٤٥)