فرج المهموم - السيد ابن طاووس - الصفحة ٤٦
فإذا قلتم ان سبب خطأ المنجم زلل دخل عليه من أخذ الطالع أو تسيير الكواكب، قلنا ولم لا كانت اصابته سببها اتفاق للمنجمين، وانما يصح لكم هذا التأويل والتخريج لو كان على صحة احكام النجوم دليل قاطع من غير إصابة المنجم، فاما إذا كان دليل صحة الاحكام الإصابة، فالا كان دليل فسادها الخطاء، فما أحدهما الا في مقابلة صاحبه فالجواب ان الجحود بالإصابة في الخسوفات والكسوفات وما جرى مجراهما من الدلالات لا يليق بمثل من كان دونه في المقامات العاليات، وقد وافق على أن هذه الطرق الواضحة عرفت بالحساب وستأتي موافقته في آخر الجواب وهو كاف في دلالة النجوم وصحتها لذوي الألباب ولو كان خطا العالم في بعض علمه قادحا في كله ما ثبت علم من العلوم إذ كلها وقع في بعضها خطا وغلط كما قدمنا، فاما قوله ان الإصابة تحتمل الاتفاق فقد ذكرنا عن الصادق (ع) في كتاب الإهليلجة وغيره فيما أسندناه إليه انه يستحيل ان تكون دلالة النجوم بالاتفاق وبالتجربة أيضا وانما هي معروفة نم جانب الله جل جلاله واما قوله ان صدقهم أقل من كذبهم وان المخمن والمترجم صوابهم أكثر من خطاهم فما اعلم من أين اعتقد رحمه الله تعالى ان المخمن والمترجم من طريق يسلك فيها إلى تخمينه وترجيمه وجد صوابه أكثر من خطاه وان أصحاب الحساب المبني على علم المعقول المستند أصله إلى علوم الأنبياء يكون دون المخمن والمترجم هذا مما لا احتاج إلى الجواب عنه وجوابه منه واما قوله رحمه الله في جوابهم ان الغلط يكون من المنجم
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الخطبة وتشتمل على ذكر علم النجوم وان الأولياء عالمون به 1
2 الباب الأول: في أحاديث تشتمل على ان النجوم من آيات الله تعالى وفيه جملة من كتاب الاهليلجة، وفيه ان الأنبياء والأئمة عالمون به والعلماء 11
3 الباب الثاني: في الرد على من أنكره من العلماء وحمل المنكرين على أن النجوم هي فاعلة بنفسها لا الباري تعالى 60
4 الباب الثالث: في أحاديث تدل على صحة النجوم وهي أربعة وثلاثون حديثا 85
5 الباب الرابع: في ما يمنع من تأثير النجوم من الصدقات والدعوات 114
6 الباب الخامس: في جملة من علماء النجوم من الشيعة كالبرقي والنجاشي والجلودي وابن أبى عمير وابن عياش والكراجكي والفضل وبني نوبخت وابن الأعلم والمسعودي والدورقي وغيرهم من الأكابر ويشتمل على ذكر اخبار قتل الفضل بن سهل ومعرفة بوران بنت الحسن بن سهل وغير ذلك من الاخبار في إصابات المنجمين 121
7 الباب السادس: في ذكر جملة من علماء المسلمين بالنجوم وما أصابوا فيه وذكر جملة من إصاباتهم كالجبائي وأبي معشر ومحمد بن عبد الله بن طاهر والتنوخي وغلام زحل والصاحب بن عباد وأمثالهم 154
8 الباب السابع: في جملة من علماء النجوم قبل الاسلام وذكر إصاباتهم 183
9 الباب الثامن: في ذكر جملة من علماء النجوم من ذكر أنهم مسلمون أولم يذكر ذلك أو ذكرت إصابتهم ولم يذكر أسماؤهم وفيه حديث أبى الحسين الصوفي وعضد الدولة في طيفه وتصانيف جملة منهم في ذلك العلم مما وصل إلى المصنف 189
10 الباب التاسع: في ذكر من أنكر النجوم واعتذر عنه بأنه أراد انها فاعلات مختارات 216
11 الباب العاشر: في ذكر من كان مستغنيا عن علم النجوم وهو عالم بها كالأنبياء والأئمة وفيه أخبارهم عليهم السلام 220