أبطلنا الذي ابطله من هذا وأوضحناه، ومعاذ الله انه كان يستمر على ذلك السيد الفاضل انكاره لما هو معلوم من صحة دلالات النجوم، في أصل الامر كما روينا وذكرناه ههنا (فصل) وقد وقفت بعد جميع ما ذكرته من مسالة سلار للسيد المرتضى قدس الله روحيهما وما اجبت واعتذرت له، على تعليقة بخط الصفي محمد بن معد الموسوي رضي الله عنه في مجلد عندنا الآن فيه عدة مصنفات أكثرها بخطه وأول المجلد (كتاب العلل) تأليف أبى الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمي (ره) فقال في تعليقه ما هذا لفظه، وكان يقرأ على المرتضي علوم كثيرة منها النجوم، وحكي ان في بعض السنين أصاب الناس قحط شديد، وان رجلا يهوديا توصل في تحصيل قوت يحفظ به نفسه، فحضر مجلس المرتضى ليقرأ عليه النجوم فاستاذن فاذن له فاجرى له في كل يوم جراية فقرأ عليه برهة وأسلم بعد ذلك، أقول هذا يقتضي ان المرتضى قدس الله روحه كان اعتقاده على ما ذكره في آخر جوابه لسلار (ره) من التصديق بما يقتضيه الحساب من علم النجوم، وانه صحيح وله أصول صحيحة وقواعد سديدة وانه قد كان عالما بهذا العلم وقائلا بصحته ومفتيا بصواب التعلم له وانما كان ينكر ما أنكرناه من أن تكون النجوم علة موجبة أو فاعلة مختارة ومؤثرة وانما هي دلالات على الحادثات كما قال الحمصي وغيره وقلناه وقد استظرفنا ما أظفرنا الله تعالى به من أن السيد المرتضى كان منجما وأستاذا في علم النجوم ومعاذ الله ان يكون منكرا لما يشهد
(٥٥)