فرج المهموم - السيد ابن طاووس - الصفحة ٥٤
والمرتضى قدس الله روحيهما، أول مسالة منه في قول النبي صلى الله وسلم عليه وآله علي اقضاكم وفيه جواب جملة من مسائل المرتضى، وقد أجاز وأورد الدلالة بالسمع على أن النجوم دلائل على الحادثات، ثم ذكر ما هذا لفظ ما وقفنا عليه، وعلى هذه الطريقة قلنا ان الذي جاء بعلم النجوم من الأنبياء هو إدريس (ع)، وانما علم من جهته على الحد الذي ذكرناه، واعلم انا لا نجوز كونها دلالة الا على هذا الوجه فقط، لان النبي انما يدل على هذا الحد على الوجه الذي يدل الدليل العقلي عليه، وقد بينا العذر في النجوم فلم يبق الا ما ذكرناه، والقطع على أن كيفيته دلالتها معلوم الا انه الآن غير ممكن لان شريعة إدريس وما علم من قبله كالمندرس فلا يعلم الحال فيه فان كان بعض تلك العلوم قد بقى محفوظا عند قوم تناقلوه وتداولوه. لم نمنع ان يكون معلوما لهم إذا اتصل التواتر، وإذا لم يكن كذلك لم نمنع ان يكون العلم، وان بطل وزال، يمكن ان تكون آيات تقتضي غالب الظن عند كثير منهم. وهذا هو الأقرب فيما تمسك به أهل النجوم لانهم إذا تدبرت أحوالهم وجدتهم غير واثقين بما يتقدم أحدهم في ذلك العلم كتقدم الطبيب في الطب المبني على الامارات التي يقتضيها التجارب وغالب الظن، كذلك القول في علم النجوم الا في أمور مخصوصة يمكن ان تعلم بضروب من الاخبار، أقول هذا كما تراه تأييد لما دللنا عليه وتشييد فيما أشرنا إليه، ودافع لما يحكى عنه فيما يخالف معناه، وشاهد ان انكاره انما هو ان تكون النجوم علة موجبة، أو فاعلة مختارة أو مؤثرة بأنفسها، كما
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الخطبة وتشتمل على ذكر علم النجوم وان الأولياء عالمون به 1
2 الباب الأول: في أحاديث تشتمل على ان النجوم من آيات الله تعالى وفيه جملة من كتاب الاهليلجة، وفيه ان الأنبياء والأئمة عالمون به والعلماء 11
3 الباب الثاني: في الرد على من أنكره من العلماء وحمل المنكرين على أن النجوم هي فاعلة بنفسها لا الباري تعالى 60
4 الباب الثالث: في أحاديث تدل على صحة النجوم وهي أربعة وثلاثون حديثا 85
5 الباب الرابع: في ما يمنع من تأثير النجوم من الصدقات والدعوات 114
6 الباب الخامس: في جملة من علماء النجوم من الشيعة كالبرقي والنجاشي والجلودي وابن أبى عمير وابن عياش والكراجكي والفضل وبني نوبخت وابن الأعلم والمسعودي والدورقي وغيرهم من الأكابر ويشتمل على ذكر اخبار قتل الفضل بن سهل ومعرفة بوران بنت الحسن بن سهل وغير ذلك من الاخبار في إصابات المنجمين 121
7 الباب السادس: في ذكر جملة من علماء المسلمين بالنجوم وما أصابوا فيه وذكر جملة من إصاباتهم كالجبائي وأبي معشر ومحمد بن عبد الله بن طاهر والتنوخي وغلام زحل والصاحب بن عباد وأمثالهم 154
8 الباب السابع: في جملة من علماء النجوم قبل الاسلام وذكر إصاباتهم 183
9 الباب الثامن: في ذكر جملة من علماء النجوم من ذكر أنهم مسلمون أولم يذكر ذلك أو ذكرت إصابتهم ولم يذكر أسماؤهم وفيه حديث أبى الحسين الصوفي وعضد الدولة في طيفه وتصانيف جملة منهم في ذلك العلم مما وصل إلى المصنف 189
10 الباب التاسع: في ذكر من أنكر النجوم واعتذر عنه بأنه أراد انها فاعلات مختارات 216
11 الباب العاشر: في ذكر من كان مستغنيا عن علم النجوم وهو عالم بها كالأنبياء والأئمة وفيه أخبارهم عليهم السلام 220