والمرتضى قدس الله روحيهما، أول مسالة منه في قول النبي صلى الله وسلم عليه وآله علي اقضاكم وفيه جواب جملة من مسائل المرتضى، وقد أجاز وأورد الدلالة بالسمع على أن النجوم دلائل على الحادثات، ثم ذكر ما هذا لفظ ما وقفنا عليه، وعلى هذه الطريقة قلنا ان الذي جاء بعلم النجوم من الأنبياء هو إدريس (ع)، وانما علم من جهته على الحد الذي ذكرناه، واعلم انا لا نجوز كونها دلالة الا على هذا الوجه فقط، لان النبي انما يدل على هذا الحد على الوجه الذي يدل الدليل العقلي عليه، وقد بينا العذر في النجوم فلم يبق الا ما ذكرناه، والقطع على أن كيفيته دلالتها معلوم الا انه الآن غير ممكن لان شريعة إدريس وما علم من قبله كالمندرس فلا يعلم الحال فيه فان كان بعض تلك العلوم قد بقى محفوظا عند قوم تناقلوه وتداولوه. لم نمنع ان يكون معلوما لهم إذا اتصل التواتر، وإذا لم يكن كذلك لم نمنع ان يكون العلم، وان بطل وزال، يمكن ان تكون آيات تقتضي غالب الظن عند كثير منهم. وهذا هو الأقرب فيما تمسك به أهل النجوم لانهم إذا تدبرت أحوالهم وجدتهم غير واثقين بما يتقدم أحدهم في ذلك العلم كتقدم الطبيب في الطب المبني على الامارات التي يقتضيها التجارب وغالب الظن، كذلك القول في علم النجوم الا في أمور مخصوصة يمكن ان تعلم بضروب من الاخبار، أقول هذا كما تراه تأييد لما دللنا عليه وتشييد فيما أشرنا إليه، ودافع لما يحكى عنه فيما يخالف معناه، وشاهد ان انكاره انما هو ان تكون النجوم علة موجبة، أو فاعلة مختارة أو مؤثرة بأنفسها، كما
(٥٤)