لا تمنع ان تكون النجوم دلائل على الكائنات، وانظر قوله رحمه الله ولسنا ندفع ان يكون الله سبحانه اعلمه بعض أنبيائه وجعله علما على صدق فهذا توفيق منه رحمه الله وتحقيق انه لا يدفع ان يكون الله تعالى علمه بعض أنبيائه وجعله علما على صدقه فهل تقبل العقول ان يكون الله تعالى اعلم أنبيائه بما يكون تعليمه والعلم به حراما ونقصانا لمن علمه وتعلمه وهل يمكن أن يجعل الله جل جلاله علما على صدق نبي من أنبيائه ما يكون كذبا وجهلا وبهتانا وضلا، وانظر قوله رحمه الله غير انا لا نقطع عليه ولا نعتقد استمراره إلى هذه الغاية فإنه ذكر انه ما نقطع عليه ولو كان هذا العلم باطلا وتعليمه والعلم به ضلالا كان قد قطع على أن الله لا يعلمه أنبيائه ولا يكون علما على صدقهم، واما قوله انا لا نعتقد استمراره في الناس إلى هذه الغاية فلقد صدق رحمه الله لان استمراره على الوجه الذي يمكن من تعليم الله تعالى بعض أنبيائه آية على صدقهم ما هو مستمر لعدم النبي الذي يمكن تعليم الله جل جلاله له وعدم الحاجة الآن إلى أن يكون علم النجوم علما على صدق نبي من الأنبياء عليهم السلام وانظر قوله رحمه الله، وأما ما نجده من احكام المنجمين في هذا الوقت وإصابة بعضهم فيه فإنه لا يكون ذلك بضرب من التجربة أو بدليل عادة فهل تراه رحمه الله أحال أصابتهم وابطلها وذكر تحريم التصديق بها واهملها وانما تأول الإصابات بأنها يمكن ان تكون للتجارب ودلائل العادات. واعلم أن جماعة من علماء المنجمين من المؤمنين والمسلمين حضروا عندنا ووقفا على تسييرهم وتحاويلهم وجربنا كثيرا من أقاويلهم وعرفنا انهم ما يذكرون دلائل هذه
(٣٩)