يقع بشرط الاختيار والله سبحانه عكس دلالته وهذا الامر يترك بشرط الاختبار، والله تعالى عكس علامته كما نسخ الفاعل المختار الشرايع ومحا وأثبت وكان ذلك حكمة وصوابا (فصل) واما من يقول إن النجوم دلالات وان العبد فاعل مختار فإنه يقول يحتمل انها تارة تدل بالله جل جلاله الفاعل المختار على شروط لا يطلع غيره على اسرارها وتارة تدل بغير شروط فالدلالة في نفسها صحيحة لكن وراءها العبد وهو قادر على ترك الاستمرار عليها. فلا يلزمهم ان ما أخبروا بفعله انه يستحيل تركه من العبد ولاما أخبروا بتركه انه يستحيل فعله من العبد لتجويز شروط منها ان لا يكون العبد المختار يختار خلاف مادلت عليه وهذا وجه يدفع الشبهة التي ذكرها رحمه الله (فصل) ثم ذكر حكاية جرت له مع بعض الوزراء الذين يقولون بصحة دلالات النجوم وانه رحمه الله قال للوزير ما معناه ان النجوم لو كانت تدل على الإصابة لكان المنجمون سالمين من الآفات وكان الجاهلون بالنجم حاصلين في المخافات وكانوا كبصير واعمى إذا سلكا في الطريق والجواب ان يقال ليس كل من عرف علما عمل بعلمه وخلص نفسه من الردي قال الله جل جلاله (واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) ثم يقال له لو أن قائلا قال لك لو كان العقل موجودا مع الموصوفية من بني آدم لكان السالمون به من الآفات اضعاف الهالكين به من الدواب والحيوانات المختارة التي ليس معها عقول. ونحن نرى الآفات
(٤٨)