بمنافعه، ولو حيل بينه وبين أستاذ يتعلم منه، لاستحال صدور هذا العلم عنه، ولو حيل بينه وبين كتب ينظر فيها، لتعذر عليه الاخبار بشئ من معانيها، فاما الأنبياء والأوصياء والأولياء فمعلوم بالضرورة من حالهم وصفات كما لهم ان تعريفهم للعباد بالغائبات ليس عن أستاذ ولا استعمال شئ من الآلات، ولا في وقت يحتمل الفكر في ترتيب الدلالات، وان الأنبياء لم يقتصر الله جل جلاله بهم في المعجزات، على التعريف بالغائبات بل جعل لهم من الآيات مثل احياء الأموات، ومثل ابراء المرضى بغير معالجات، مثل إجابة الدعوات في أوقاتها المعينات، ومثل الحكم على مولود قبل ولادته، ومثل نطق الحيوانات الخالية من العقل بتصديق من يصدقه الله تعالى منهم بتزكيته وشهادة الجمادات لهم بما يريدونه منهم بالله جل جلاله منه وغير ذلك مما يطول الكلام بشرح حقيقته، فأين شرف هذا المقام، وأين ما يذكره المنجمون من الاحكام وفريق رأى في الكتب اخبارا بالمنع في شئ من النجوم، فحمل ذلك على العموم، ولم يدر ان المراد بالتحريم انما هو لمن اعتقد ان النجوم علة موجبة أو فاعلة مختارة وذلك كفر عظيم وليس هذا لما ذكرناه بمثيل بل كغيرها في كل دليل على ما اراده الله تعالى من واضح السبيل، أقول ويحتمل ان يكون النهي عن علم النجوم وتعلمه واستعماله لمن يستعمل دلالتها في معصية الله تعالى كما يستعملها الذين يتوصلون بمعرفتها وهدايتها إلى خلاف مراد الله ومراد رسوله، وفريق يستبعدون ان تكون النجوم مع ارتفاعها في السماوات، دالة
(٢١٧)