فرج المهموم - السيد ابن طاووس - الصفحة ٢١٩
تعالا لا بد ان يخرب الفلك والنجوم عند انقضاء دار النقاد فمن يقدر على ابطال الفلك ونجومه وهى أصل دلالات العباد. أما يقدر ان يبطل أعمارا يمكن ابطالها بوجه من جوه السداد والصواب كما قال تعالى (يمحو الله ما يشاء وعنده أم الكتاب) وقال ذلك المصنف في كتابه انه قد جرب عليهم غلطا في الاحكام وقد تقدم الكلام في جواب هذا الكلام بما معناه انه لو كان غلط فريق من أهل العلوم أو تعمدهم الغلط مبطلا لتلك الرسوم كان قد فسد كل علم في الوجود فان جميعها فيها اختلاف لا يحسن ان يقابل بالجحود فلعلم دلالات النجوم أسوة أسوة بسائر العلوم (فصل) ومن اعتبر السائل الذي سأله فلعله يفهم منه انه من ملوك الدنيا أوانه يريد ويعتقد نصرة مسالة المرتضى في الجواب عن مسالته ولا يبعد انه اتقى في ذلك لان السائل من الولاة في مملكته ويؤيده ما ذكر في آخر حديثه من تصريح الحمصي في التعليق العراقي بصحة علم النجوم ودلالته " فصل " وقال آخر من علماء الاسلام في رده على القائلين بان النجوم دلالات على حوادث الأيام كلمات استحسنها من سمعها منه وحكاها على سبيل الاستحسان عنه طيبا لنفسه ان هذا كظن القائل يخطئ تارة ويصيب أخرى والمنجمون كذلك؟ فيقال له انه لا يقدر على ظن يقطع به في شئ من خوف أو يشرى والنجوم قد دلت على كسوفات وحادثات يقطع علماؤهم بها ونقلوا التحقيق لها فصدقت مقالتهم وظهرت حجتهم والاستدلال لهم وهذا فرق بين ظن ابن آدم الضعيف وبين ما جعل الله جل جلاله
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الخطبة وتشتمل على ذكر علم النجوم وان الأولياء عالمون به 1
2 الباب الأول: في أحاديث تشتمل على ان النجوم من آيات الله تعالى وفيه جملة من كتاب الاهليلجة، وفيه ان الأنبياء والأئمة عالمون به والعلماء 11
3 الباب الثاني: في الرد على من أنكره من العلماء وحمل المنكرين على أن النجوم هي فاعلة بنفسها لا الباري تعالى 60
4 الباب الثالث: في أحاديث تدل على صحة النجوم وهي أربعة وثلاثون حديثا 85
5 الباب الرابع: في ما يمنع من تأثير النجوم من الصدقات والدعوات 114
6 الباب الخامس: في جملة من علماء النجوم من الشيعة كالبرقي والنجاشي والجلودي وابن أبى عمير وابن عياش والكراجكي والفضل وبني نوبخت وابن الأعلم والمسعودي والدورقي وغيرهم من الأكابر ويشتمل على ذكر اخبار قتل الفضل بن سهل ومعرفة بوران بنت الحسن بن سهل وغير ذلك من الاخبار في إصابات المنجمين 121
7 الباب السادس: في ذكر جملة من علماء المسلمين بالنجوم وما أصابوا فيه وذكر جملة من إصاباتهم كالجبائي وأبي معشر ومحمد بن عبد الله بن طاهر والتنوخي وغلام زحل والصاحب بن عباد وأمثالهم 154
8 الباب السابع: في جملة من علماء النجوم قبل الاسلام وذكر إصاباتهم 183
9 الباب الثامن: في ذكر جملة من علماء النجوم من ذكر أنهم مسلمون أولم يذكر ذلك أو ذكرت إصابتهم ولم يذكر أسماؤهم وفيه حديث أبى الحسين الصوفي وعضد الدولة في طيفه وتصانيف جملة منهم في ذلك العلم مما وصل إلى المصنف 189
10 الباب التاسع: في ذكر من أنكر النجوم واعتذر عنه بأنه أراد انها فاعلات مختارات 216
11 الباب العاشر: في ذكر من كان مستغنيا عن علم النجوم وهو عالم بها كالأنبياء والأئمة وفيه أخبارهم عليهم السلام 220