تعالا لا بد ان يخرب الفلك والنجوم عند انقضاء دار النقاد فمن يقدر على ابطال الفلك ونجومه وهى أصل دلالات العباد. أما يقدر ان يبطل أعمارا يمكن ابطالها بوجه من جوه السداد والصواب كما قال تعالى (يمحو الله ما يشاء وعنده أم الكتاب) وقال ذلك المصنف في كتابه انه قد جرب عليهم غلطا في الاحكام وقد تقدم الكلام في جواب هذا الكلام بما معناه انه لو كان غلط فريق من أهل العلوم أو تعمدهم الغلط مبطلا لتلك الرسوم كان قد فسد كل علم في الوجود فان جميعها فيها اختلاف لا يحسن ان يقابل بالجحود فلعلم دلالات النجوم أسوة أسوة بسائر العلوم (فصل) ومن اعتبر السائل الذي سأله فلعله يفهم منه انه من ملوك الدنيا أوانه يريد ويعتقد نصرة مسالة المرتضى في الجواب عن مسالته ولا يبعد انه اتقى في ذلك لان السائل من الولاة في مملكته ويؤيده ما ذكر في آخر حديثه من تصريح الحمصي في التعليق العراقي بصحة علم النجوم ودلالته " فصل " وقال آخر من علماء الاسلام في رده على القائلين بان النجوم دلالات على حوادث الأيام كلمات استحسنها من سمعها منه وحكاها على سبيل الاستحسان عنه طيبا لنفسه ان هذا كظن القائل يخطئ تارة ويصيب أخرى والمنجمون كذلك؟ فيقال له انه لا يقدر على ظن يقطع به في شئ من خوف أو يشرى والنجوم قد دلت على كسوفات وحادثات يقطع علماؤهم بها ونقلوا التحقيق لها فصدقت مقالتهم وظهرت حجتهم والاستدلال لهم وهذا فرق بين ظن ابن آدم الضعيف وبين ما جعل الله جل جلاله
(٢١٩)