مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ولما انتقل إلى الله جل جلاله والتزم من بقي بعده من الحاملين لاسراره بالتقية ومنعوا من اظهار الاسرار الربانية احتاج معشر من خواصهم من يتعلم علم النجوم وخاصة من لا يقدر على لقائهم إلا في وقت معلوم متباعدا كزمان الحج وأوقاته واستمرت التقية بالمستودعين لأسرار الله تعالى وآياته فتعلم جماعة من الشيعة العلم المشار إليه، لما عرفوا انه يجوز الاعتماد عليه، في أبواب الدلالات والإشارات، وفيما يعرض لهم من الحاجات ومعرفة ما بين أيديهم من المحذورات والمسرات ليدفعوا المحذورات بالصدقات والدعوات فيبلغوا المنى بشكر الله جل جلاله على ما فتح عليهم من أبواب العنايات كما حكيناه فيما تقدم ورويناه من الاذن لهم في علم النجوم للدلالة والاستدلال بها فيما يخصه الله من الجلالة ليكون تنبيها على فتح بابها من أهل الرسالة، وسوف نذكر طرفا مما انتفع به الشيعة من التعريف بالغائبات والتشريف بتعريفهم بأوقات الحادثات عن ظهور نبيهم وأئمتهم صلوات الله عليهم وتمكينهم فتارة يسألونهم عن أوقات وفاتهم ومدة أعمارهم وحياتهم فيخبرونهم ويستغنون بذلك عن علماء المنجمين وتارة ينبؤنهم بعلوم المنايا والبلايا، واسرار سيد البرايا صلوات الله عليه وعليهم أجمعين، وحيث يراد ان نذكر من هذا طرفا مما يصدر من خواص عترته الحاملين لأسرار رسالته، فنذكر عن كل واحد منهم حديثين من طريقين صادقين، لئلا يعتقد من يقف على كتابنا من علماء المنجمين، وممن لم يطلع على مرادنا من اخبار النبي والأئمة الطاهرين
(٢٢١)