على ما في الأرض لتباعد الجهات وهذا الفريق معدودون من أهل الضعف فينبغي ان يعرفوا قدرة القادر لذاته تعالى ثم يحتمله حالهم من الكشف وفريق سمعوا انه ادى هذا العلم بالجهال إلى جحود الشرايع وترك العبادة والأعمال فخافوا من تعليمه والتصديق به ان يقعوا في تلك الأهوال، ولو كان هذا عذرا في طلب التحقيق وسلوك صواب الطريق ادى ذلك إلى الاهمال بالكلية وترك العلوم الدينية لان كل علم منها ضل فريق في طريقه واختلفوا في تحقيقه، وفريق سمعوا ان هذا العلم ابتدعه قوم غير الأنبياء من الفلاسفة والحكماء فهربوا من التصديق بشئ من معانيه لئلا يقعوا فيما وقع أولئك فيه من الضلالة والتشبيه وقد قدمنا الدلالات الواضحات على أن هذا العلم من علوم الأنبياء والأوصياء عليهم الصلوات وأوضحنا ذلك بما ذكرنا من المعقولات والمنقولات.
(فصل) ولقد وجدت تصنيفا لبعض العلماء الماضين ولا اسمية لئلا يكون عيبة له واظهار النقص بين السامعين قال فيه جوابا عمن سأله من المكاتبين انه لا يصح أن تكون النجوم علامات على الحادثات وذكر في أقوى الاحتجاجات انه ربما تكون جماعة مواليدهم مختلفة ويغرقون في سفينة في وقت واحد أو يقع عليهم حائط أو نحو ذلك من الحوادث المألوفة فيقال له ان الذين قالوا ان النجوم علامات، معتقدون ان الله جل جلاله قادر مختار بالذات والاعمار بحسب حكمه فيقصر منها ما شاء ويتم ما شاء ولا اعتراض عليه في الإرادات مع أن جميع المسلمين الصادقين بالاعتقاد عارفون ان الله