" فصل " وحكى المسعودي في كتاب مروج الذهب في جملة اخبار القاهر ان المنصور كان أول خليفة من بني العباس بالغ في تقريب المنجمين والعمل باحكام النجوم، وكان معه نوبخت المجوسي المنجم فاسلم على يده، وكان معه من المنجمين، إبراهيم الفزاري المنجم الشيعي صاحب القصيدة في النجوم، وكان معه أيضا علي بن عيسى الأسطرلابي المنجم " فصل " وممن كان عالما بالنجوم قبل الاسلام من أشار إليه ابن مسكويه صاحب العلوم الجمة ومصنف أمور الاسلام المهمة في كتاب مراتب العلوم وترتيب السعادات فقال ما هذا لفظه، وقد كان عقلاء الملوك وأفاضلهم إذا حزنهم أمر جمعوا له أهل الرأي والتجارب وطبقات من يدعي العلوم التي اختلف فيها من الكهان والمنجمين ومعبري الرؤيا وأصحاب الفال والزجر والقيافة، ثم سمعوا من الجميع وحكموا بمقدار ما يركنون له من احكامهم بما يصرفون به ذلك الامر الذي حزنهم ولولا أن علماءهم ومدبري ممالكهم استحسنوا ذلك واستصوبوه ما تركوهم يفعلون ذلك ولا سطروا به كتبهم، ولا عرضوا به عقولهم على الأمم الغابرة، والعقول الحادثة بعدهم تبهرهم وتتعجب من امعانهم، ومن قرأ اخبارهم وكان له حظ من الدراية يعلم أساس ارجاع فضلاء المملوك أمورهم لأمثال هؤلاء الطبقات كالإسكندر مع حضور وزيره ارسطو طاليس ومن بعده من ملوك اليونان، فملوك الهند وملوك الفرس فأخبارهم أشهر وأكثر من أن تحصى على ذي أدب أو متصفح لا حوال الناس، هذا آخر كلام ابن مسكويه
(٢٠٨)