غالب كل قبيلة من الترك وهاديها. الا انه المدرك لكل ثار لأولياء الله. الا انه ناصر دين الله، الا انه المصباح من البحر العميق الواسم لكل ذي فضل بفضله وكل ذي جهل بجهله، الا انه خيرة الله ومختاره، الا انه وارث كل علم والمحيط بكل فهم، الا انه المخبر عن ربه والمشيد لأمر آياته، الا انه الرشيد السديد، الا انه المفوض اليه، الا انه قد بشر به كل نبي سلف بين يديه، الا انه الباقي في ارضه وحكمه في خلقه وأمينه في علانيته وسره.
معاشر الناس، اني قد بينت لكم وأفهمتكم، وهذا علي يفهمكم بعدي، الا وعند انقضاء خطبتي أدعوكم إلى مصافقتي على يدي ببيعته والاقرار له، ثم مصافقته بعد يدي. ألا اني قد بايعت الله وعلى قد بايع لي وانا أمدكم بالبيعة له عن الله عز وجل (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه) إلى آخر الآية (69).
معاشر الناس، الا و (إن الحج والعمرة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر) إلى آخر الآية (70). معاشر الناس، حجوا البيت، فما ورده أهل بيت إلا تموا (71) وأبشروا ولا تخلفوا عنه إلا تبروا (72) وافتقروا.
معاشر الناس ما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر له ما سلف من ذنبه إلى وقته ذلك، فإذا انقضت حجته استؤنف به. معاشر الناس، الحاج معانون ونفقاتهم (73) مخلفه عليهم والله لا يضيع اجر المحسنين. معاشر الناس حجوا بكمال في الدين وتفقه ولا تنصرفوا المشاهد إلا بتوبة اقلاع.
معاشر الناس، أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة كما أمرتكم فان طال عليكم الأمد فقصرتم أو نسيتم فعلى وليكم الذي نصبه الله لكم ومن خلقه منى