قال فغشى عليه ساعة ثم افاق وقال كلمة لا يخذل قائلها لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم يا غلام هات فرسي وسيفي وجوشني فقام عبد المطلب وصعد إلى أعلى الكعبة ونادى يا آل غالب يا آل عدنان يا آل فهر يا آل نزار يا آل كنانة يا آل مضر يا آل مالك فاجتمع عليه بطون العرب ورؤساء بني هاشم وقالوا له ما الخبر يا سيدنا فقال لهم عبد المطلب ان محمدا لا يرى منذ أمس فاركبوا وتسلحوا فركب في ذلك اليوم مع عبد المطلب عشرة آلاف رجل فبكى الخلق كلهم رحمة لعبد المطلب وقامت الصيحة والبكاء في كل جانب حتى المخدرات خرجن من الستور رقة لعبد المطلب مع القوم إلى حي بنى سعد وسائر الأطراف وانجذب عبد المطلب نحو حي عبد الله بن الحارث وأصحابه باكي العيون ممزقي الثياب وكلهم بتمام الأسلحة فلما نظر عبد الله إلى عبد المطلب رفع صوته بالبكاء وقال يا أبا الحارث واللات والعزى واساف ونائلة ان لم أجد محمدا وضعت سيفي في حي بني سعد وغطفان واقتلهم عن آخرهم قال فرق قلب عبد المطلب على حي آل سعد ارجعوا أنتم إلى حيكم واللات والعزى ان لم أجد محمدا الساعة رجعت إلى مكة ولم ادع فيها يهوديا ولا يهودية ولا أحدا ممن اتهم بمحمد فأمدهم تحت سيفي مدا ولا جعلن مكة طلبا لدم محمد صلى الله عليه وآله (قال) الواقدي واقبل من اليمن أبو مسعود الثقفي وورقة بن نوفل وعقيل بن أبي وقاص وجازوا على الطريق الذي فيه محمد صلى الله عليه وآله وإذا الشجرة ثابتة في الوادي فقال ورقة لأبي مسعود اني سلكت هذا الطريق ثلاثين مرة فما رأيت قط هنا هذه الشجرة فقال عقيل صدقت فمروا بنا حتى ننظر ما هي فال فذهبوا جميعا وتركوا الطريق الأول فلما بلغوا قريبا من الشجرة رأوا تحت الشجرة غلاما أمرد ما رأى الرائون مثله كأنه قمر فقال عقيل وورقة ما هو إلا جني فقال أبو مسعود ما هو إلا من الملائكة وهم يقولون والنبي صلى الله عليه وآله يسمع كلامهم فاستوى قاعدا فرأى القوم ورأوه فقال أبو مسعود من أنت يا غلام أجنى أم أنسى فقال
(٣٧)