شربه نظر إليه وكان سيف قد شاهد عبد المطلب قبل هذا ولكنه أنكره حتى استنطقه فقال له الملك من الرجل فقال انا عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان حتى بلغ آدم (ع) فقال له الملك أنت ابن أختي فقال نعم انا ابن أختك وذلك أن سيف بن ذي يزن كان من آل قحطان وآل قحطان من الأخ وآل إسماعيل من الأخت فعلم سيف بن ذي يزن ان عبد المطلب ابن أخته فقال سيف بن ذي يزن اهلا وسهلا وناقة ورحلا ومد يده إلى عبد المطلب وكذلك عبد المطلب نحو الملك فأمره الملك بالقعود وكناه بابي الحارث وقال فأنتم معاشر أهل الشام رجال الليل والنهار وغيوث الجدب والغلاء وليوث الحرب لضرب الطلى ثم قال يا أبا الحارث فيم جئت فقال له عبد المطلب أيها الملك السعيد جده الرفيع مجده المطاع أمره المحذور آفته المدرك رأفته نحن جيران بيت الله الحرام وسدنة البيت وقد جئت إليك وأصحابي بالباب لنهنئك بولايتك وما فوضه الله تعالى من النصر بك وأجراه على يديك من هلاك عدوك فالحمد لله الذي نصرك وأقر عينيك وافلج حجتك وأقر عيوننا بخذلان عدوك فأطال الله تعالى في سوابغ نعمه مدتك وهنأك بما منحك ووصلها بالكرامة الأبدية فلا خيب دعائي فيك أيها الملك ففرح سيف بدعائه وازداد له محبة بما سمع من تهنئته ثم امره ان يصير هو ومن معه بالباب من أصحابه إلى دار الضيافة إلى أن يؤمر باحضارهم بعد هذا اليوم إلى مجلسه فمضى وحجابه وخدمه بين يديه إلى حيث أمرهم وخرج عبد المطلب واستوى على جمله واتبعه أصحابه وبين يديه غلمان الملك حوله حتى أنزلوه وأصحابه وبالغوا بالتوصية به وبأصحابه فامر الملك ان يجرى عليهم في كل يوم ألف درهم بيض فبقي عبد المطلب في دار الضيافة شهرين حتى تصرمت أيام الورد فلما كان في اليوم الذي أراد فيه مجلسه للتسليم عليه والنظر في امره ذكر عبد المطلب في شطر من ليلته فامر باحضاره وحده فدخل عليه الرسول فأمره
(٤١)