ومريم من عيسى فعيسى ومريم شئ واحد وأنا من أبي وأبي مني وأنا وأبي شئ واحد. فقال أسألك عن مسأله، فقال: سل لا أخالك تقبل مني ولست من غنمي ولكن هلمها، قال: ما تقول في رجل قال عند موته: كل عبد لي قديم فهو حر لوجه الله، المسألة. قال: فخرج من عنده وذهب بصره، وكان يسأل على الأبواب حتى مات.
ولما نزل الرضا (ع) في نيسابور بمحلة فوزا أمر ببناء حمام وحفر قناة وصنعة حوض فوقه مصلى فاغتسل من الحوض وصلى في المسجد فصار ذلك سنة، فيقال:
كرمابه رضا وآب رضا وحوض كاهلان. ومعنى ذلك ان رجلا وضع هميانا على طاقه واغتسل منه وقصد إلى مكة ناسيا فلما انصرف من الحج أتى الحوض فرآه للغسل مشدودا فسأل الناس عن ذلك فقالوا: قد آوى فيه ثعبان ونام على طاقه ففتحه الرجل ودخل في الحوض وأخرج هميانه وهو يقول: هذا من معجز الامام، فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا: اي كاهلان، لئلا يأخذوها، فسمي الحوض بذلك كاهلان وسميت المحلة (فوز) لأنه فتح أولا فصحفوها وقالوا فوزا. وروي انه أتته ظبية فلاذت فيه. قال ابن حماد:
الذي لاذ به الظبية * والقوم جلوس من أبوه المرتضى * يزكو ويعلو ويروس الكليني عن الحسين بن منصور عن أخيه قال: دخلت على الرضا (ع) في بيت داخل في جوف بيت ليلا فرفع يده فكانت كأن في البيت عشرة مصابيح، فاستأذن عليه رجل فخلا يده ثم أذن له.
وعنه انه حمل إليه مالا خطيرا، قال: فلم أره سر به فاغتممت لذلك وقلت في نفسي: قد حملت مثل هذا المال ولم يسر به، قال: فقال للغلام: صب علي الماء، فجعل يسيل من بين أصابعه في الطشت ذهب، ثم التفت إلي فقال لي: من كان هكذا لا يبالي بالذي حملت إليه.
وذكره أبو الحسن القزويني في بعض كتبه بالاسناد عن هرثمة بن أعين أنه قال حدثني صبيح الديلمي ان المأمون دعاني البارحة في ثلاثين غلاما من ثقاته في الثلث الأول من الليل فأخذ علينا العهد وأمرنا ان نفتك بالرضا وقد جعلت لكل واحد منكم على هذا الفعل عشرة بدر دراهم وعشرة اضياع منتخبة والحظوظ عندي ما بقيت ففعلوا ذلك وزعموا انهم قطعوه ثم طووا عليه بساطه ومسحوا أسيافهم وخرجوا