مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٣٧
فصل: في أحواله وتواريخه عليه السلام موسى بن جعفر الكاظم الامام العالم. كنيته: أبو الحسن الأول، وأبو الحسن الماضي، وأبو إبراهيم، وأبو علي. ويعرف بالعبد الصالح، والنفس الزكية، وزين المجتهدين، والوافي، والصابر، والأمين، والزاهر. وسمي بذلك لأنه زهر بأخلاقه الشريفة وكرمه المضي التام.
وسمي الكاظم لما كظمه من الغيظ، وغض بصره عما فعله الظالمون به حتى مضى قتيلا في حبسهم. والكاظم الممتلي خوفا وحزنا، ومنه كظم قربته إذا شد رأسها، والكاظمة: البئر الضيقة والسقاية المملوءة.
وقال الربيع بن عبد الرحمن: كان والله من المتوسمين فيعلم من يقف عليه بعد موته ويكظم غيظه عليهم، ولا يبدي لهم ما يعرفه منهم، فلذلك سمي الكاظم.
وكان (ع) أزهر إلا في الغيظ لحرارة مزاجه ربع تمام خضر حالك كث اللحية.
وكان أفقه أهل زمانه وأحفظهم لكتاب الله وأحسنهم صوتا بالقرآن، فكان إذا قرأ يحزن وبكى وبكى السامعون لتلاوته.
وكان أجل الناس شأنا، وأعلاهم في الدين مكانا، وأسخاهم بنانا، وأفصحهم لسانا، وأشجعهم جنانا، وقد خص بشرف الولاية، وحاز إرث النبوة، وبوأ محل الخلافة، سليل النبوة، وعقيد الخلافة.
أمه حميدة المصفاة ابنة صاعد البربري، ويقال: انها أندلسية أم ولد تكنى لؤلؤة ولد (ع) بالابواء موضع بين مكة والمدينة يوم الأحد لسبع خلون من صفر سنة ثمان وعشرين ومائة.
وكان في سني إمامته بقية ملك المنصور، ثم ملك المهدي عشر سنين وشهرا وأياما ثم ملك الهادي سنة وخمسة عشر يوما، ثم ملك الرشيد ثلاث وعشرين سنة وشهرين وسبعة عشر يوما.
وبعد مضي خمس عشر سنة من ملك الرشيد استشهد مسموما في حبس الرشيد على يدي السندي بن شاهك يوم الجمعة لست بقين من رجب. وقيل: لخمس خلون من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة. وقيل: سنة ست وثمانين.
وكان مقامه مع أبيه عشرين سنة. ويقال: تسع عشرة سنة. وبعد أبيه أيام إمامته خمس وثلاثين سنة. وقام بالامر وله عشرون سنة. ودفن ببغداد بالجانب
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»
الفهرست