مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٣٥
إليه وهو يبكي وقال: هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا بأن جعفر بن محمد قد مات فانا لله وانا إليه راجعون وأين مثل جعفر، ثم قال له: اكتب إن كان أوصى إلى رجل بعينه فقدمه واضرب عنقه. فكتب وعاد الجواب: قد أوصى إلى خمسة أحدهم أبو جعفر المنصور، ومحمد بن سليمان، و عبد الله، وموسى، وحميد، قال المنصور: ما إلى قتل هؤلاء سبيل.
وفي كتاب اخبار الخلفاء: ان هارون الرشيد كان يقول لموسى بن جعفر:
خذ فدكا حتى أردها إليك، فيأبى حتى ألح عليه فقال (ع): لا آخذها إلا بحدودها قال: وما حدودها؟ قال: ان حددتها لم تردها؟ قال: بحق جدك إلا فعلت، قال اما الحد الأول فعدن، فتغير وجه الرشيد وقال: أيها، قال: والحد الثاني سمرقند، فأربد وجهه. والحد الثالث إفريقية، فاسود وجهه وقال: هيه. قال: والرابع سيف البحر مما يلي الجزر وأرمينية، قال الرشيد: فلم يبق لنا شئ، فتحول إلى مجلسي قال موسى: قد أعلمتك انني إن حددتها لم تردها فعند ذلك عزم على قتله.
وفي رواية ابن أسباط أنه قال: اما الحد الأول فعريش مصر، والثاني دومة الجندل، والثالث أحد، والرابع سيف البحر. فقال: هذا كله هذه الدنيا، فقال:
هذا كان في أيدي اليهود بعد موت أبى هالة فأفاءه الله على رسوله بلا خيل ولا ركاب فأمره الله ان يدفعه إلى فاطمة (ع).
يزيد بن أسباط قال: دخلت على أبى عبد الله (ع) في مرضته التي مات فيها، فقال لي: يا يزيد أترى هذا الصبي إذا رأيت الناس قد اختلفوا فيه فاشهد علي بأني أخبرتك ان يوسف إنما كان ذنبه عند اخوته حتى طرحوه في الجب الحسد له حين اخبرهم انه رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر وهم له ساجدون، وكذلك لا بد لهذا الغلام من أن يحسد، ثم دعا موسى، و عبد الله، وإسحاق، ومحمدا، والعباس، وقال لهم: هذا وصي الأوصياء وعالم علم العلماء وشهيد على الأموات والاحياء، ثم قال: يزيد ستكتب شهادتهم ويسألون.
ولما نص الصادق على موسى وهو غلام قال فيض بن المختار: جعلت فداك اخبر به أحدا؟ قال: نعم أهلك وولدك ورفقاك، قال: فأخبرت يونس بن ظبيان فقال لا والله حتى اسمع ذلك منه، فلما انتهى إلى الباب سمعت الصادق يقول له: الامر كما قال لك فيض، ثم دخلت فقال لي: يا فيض وزقه وزقه، أي احتفظ به بالنبطية.
وروى صريح النص عليه بالإمامة من أبيه ثقات منهم: اخوه علي، وإسحاق،
(٤٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 ... » »»
الفهرست