مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣٨١
فأعيدت الأصنام فجاؤوا إليه فقالوا: يا رسول الله ان فلانا لم يسع بين الصفا والمروة وقد أعيدت الأصنام. فأنزل الله (فلا جناح عليه ان يطوف بهما) أي وعليهما الأصنام.
امرأة أوصت بثلثها يتصدق به عنها ويحج عنها ويعتق بها فلم يسع المال ذلك؟
فسئل أبو حنيفة وسفيان الثوري فقال كل واحد منهما انظر إلى رجل قد حج فقطع به فيقوى ورجل قد سعى في فكاك رقبة فبقي عليه شئ فيعتق ويتصدق بالبقية.
فسأل معاوية بن عمار أبا عبد الله عن ذلك فقال: ابدأ بالحج فان الحج فريضة وما بقي فضعه في النوافل، فبلغ ذلك أبا حنيفة فرجع عن مقاله.
وقال بعض الخوارج لهشام بن الحكم: العجم تتزوج في العرب، قال: نعم، قال: فالعرب تتزوج في قريش، قال: نعم، قال: فقريش تتزوج في بني هاشم، قال: نعم. فجاء الخارجي إلى الصادق فقص عليه ثم قال: أسمعه منك، فقال (ع) نعم قد قلت ذاك، قال الخارجي: فها أنا ذا قد جئتك خاطبا، فقال له أبو عبد الله انك لكفو في دينك وحسبك في قومك ولكن الله عز وجل صاننا عن الصدقات وهي أوساخ أيدي الناس فنكره أن نشرك فيما فضلنا الله به من لم يجعل الله له مثل ما جعل لنا. فقام الخارجي وهو يقول: بالله ما رأيت رجلا مثله ردني والله أقبح رد وما خرج من قول صاحبه.
وقال عمرو بن المقدام نادى رجل بأبى جعفر: يا أمير المؤمنين ان هذين الرجلين طرقا أخي ليلا، فأخرجاه من منزله فلم يرجع إلي فوالله ما أدري ما صنعا به فقالا:
يا أمير المؤمنين كلمناه ثم رجع إلى منزله فتقدم إلى الصادق فقال: يا غلام اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال رسول الله صلى الله عليه وآله كل من طرق رجلا بالليل فأخرجه من منزله فهو له ضامن إلى أن يقيم البينة انه قد رده إلى منزله قم يا غلام نح هذا فاضرب عنقه، فقال: يا ابن رسول الله ما قتلته ولكن أمسكته ثم جاء هذا فوجأه فقتله، فقال: أنا ابن رسول الله يا غلام نح هذا فاضرب عنق الآخر، فقال: يا ابن رسول الله والله ما عذبته ولكن قتلته بضربة واحدة فأمر أخاه فضرب عنقه ثم أمر بالآخر فضرب جنبيه وحبسه في السجن ووقع على رأسه يحبس عمره ويضرب كل سنة خمسين جلدة.
وسئل أبو عبد الله عن أربعة أنفس قتلوا رجلا مملوك وحر وحرة ومكاتب قد أدى نصف مكاتبته فقال: عليهم الدية على الحر ربع الدية وعلى الحرة ربع الدية وعلى المملوك أن يخير مولاه فان شاء أدى عنه وإن شاء دفعه برمته لا يغرم أهله شيئا
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»
الفهرست