مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣٨٤
لحره، وجعلت الرئة قطعتين ليدخل بين مضاغطها الرئة فتروح عنه بحركتهما، وكانت الكبد حدباء لثقل المعدة وتقع جميعها عليها فيعصرها فيخرج ما فيها من البخار وجعلت الكلية كحبة اللوبيا لان عليها مصب المني نقطة بعد نقطة فلو كانت مربعة أو مدوره لحبست النقطة الأولى إلى الثانية فلا يتلذذ بخروجها الحي إذ المني ينزل من فقار الظهر فهي كالدودة تنقبض وتنبسط ترميه أولا فأولا إلى المثابة كالبندقة من القوس، وجعل طي الركبة إلى خلف لان الانسان يمشي إلى بين يديه فتعتدل الحركات ولولا ذلك لسقط في المشي، وجعل القدم متحضرة لان الشئ إذا وقع على الأرض جميعه ثقل ثقل حجر الرحا فإذا كان على حرف رفعه الصبي وإذا وقع على وجهه صعب نقله على الرجل. فقال الهندي: من أين لك هذا العلم؟ فقال:
اخذته عن آبائي عن رسول الله عن جبرئيل عن رب العالمين الذي خلق الأجسام والأرواح، فقال الهندي: صدقت وانا اشهد ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله وعبده وانك اعلم أهل زمانك.
ومن علل الشرائع تصنيفي القزويني والقمي قال رجل للصادق: انى لأحزن وافرح من غير أن اعرف لذلك سببا، فقال (ع) ان ذلك الحزن والفرح يصل إليكم منا لأنا إذا دخل علينا حزن أو سرور كان ذلك داخلا عليكم لأنا وإياكم من نور الله خلقنا وطينتنا وطينتكم واحدة ولو تركت طينتكم كما اخذت لكنا وأنتم سواء ولكن مزجت طينتكم بطينة أعدائكم فلولا ذلك ما أذنبتم ذنبا واحدا.
وسأله (ع) أبو عبد الرحمن عن ذلك فقال: انه ليس من أحد إلا ومعه ملك وشيطان فإذا كان فرح كان دنو الملك منه وإذا كان حزن كان دنو الشيطان منه وذلك قول الله عز وجل: (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا).
وسأله أبو بصير عن علة سرعة الفهم وابطائه، فقال: اما الذي إذا قلت له أول الشئ فعرف آخره فذلك الذي عجن عقله بالنطفة التي منها خلق من بطن أمه، واما الذي إذا قلت له الشئ من أوله إلى آخره ففهمه فذلك الذي ركب فيه العقل في بطن أمه، واما الذي تردد عليه الشئ مرارا فلا يفهمه فذاك الذي ركب فيه العقل بعد ما كبر.
وسأله هشام بن الحكم عن علة الحب تقع فيه القملة، فقال (ع): لولا أن الله عز وجل من على العباد بهذه الدابة لاكتنزها الملوك كما يكنزون الذهب والفضة.
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»
الفهرست