مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣٧٧
أم المني؟ قال: البول، قال: يجب على قياسك أن يجب الغسل من البول دون المني وقد أوجب الله الغسل من المني دون البول. ثم قال (ع): لان المني اختيار ويخرج من جميع الجسد ويكون في الأيام والبول ضرورة ويكون في اليوم مرات وهو مختار والآخر متولج، قال أبو حنيفة: كيف يخرج من جميع الجسد والله يقول: يخرج من بين الصلب والترائب؟ قال أبو عبد الله: فهل قال لا يخرج من غير هذين الموضعين؟
ثم قال (ع): لم لا تحيض المرأة إذا حبلت؟ قال: لا أدري، قال: حبس الله الدم فجعله غذاء للولد، ثم قال: أين مقعد الكاتبين؟ قال: لا أدري، قال: مقعدهما على الناجذين والفم الدواة واللسان القلم والريق المداد، ثم قال: لم يضع الرجل يده على مقدم رأسه عند المصيبة والمرأة تضعهما على خدها؟ قال: لا أدري، فقال: اقتداء بآدم وحوا حيث اهبطا من الجنة أما ترى ان من شأن الرجل الاكتباب عند المصيبة ومن شأن المرأة رفعها رأسها إلى السماء إذا بكت، ثم قال: ما ترى في رجل كان له عبد فتزوج وزوج عبده في ليلة واحدة ثم سافرا وجعلا امرأتهما في بيت واحد فسقط البيت عليهم فقتل المرأتين وبقى الغلامين أيهما في رأيك المالك وأيهما المملوك وأيهما الوارث وأيهما الموروث؟ ثم قال: فما ترى في رجل أعمى فقأ عين صحيح واقطع قطع يد رجل كيف بقام عليهما الحد؟ ثم قال: فأخبرني عن قول الله تعالى لموسى وهارون حين بعثهما إلى فرعون (لعله يتذكر أو يخشى) لعل منك شك؟ قال: نعم، قال: وكذلك من الله شك إذ قال لعله، ثم قال: اخبرني عن قول الله (وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين) أي موضع هو؟ قال: هو ما بين مكة والمدينة، قال:
نشدتكم الله هل تسيرون بين مكة والمدينة تأمنون على دمائكم من القتل وعلى أموالكم من السرقة، ثم قال: واخبرني عن قوله (ومن دخله كان آمنا) أي موضع هو؟
قال: ذاك بيت الله الحرام، فقال: نشدتكم بالله هل تعلمون ان عبد الله بن الزبير وسعيد بن جبير دخلاه فلم يأمنا القتل؟ قال: فاعفني يا ابن رسول الله، قال: فأنت الذي تقول: سأنزل مثل ما أنزل الله؟ قال: أعوذ بالله من هذا القول؟ قال: إذا سئلت فما تصنع؟ قال: أجيب عن الكتاب أو السنة أو الاجتهاد، قال: إذا اجتهدت من رأيك وجب على المسلمين قبوله؟ قال: نعم، قال: وكذلك وجب قبول ما أنزل الله فكأنك قلت: سأنزل مثل ما أنزل الله!.
وفي حديث محمد بن مسلم: ان الصادق قال لأبي حنيفة: اخبرني عن هاتين الركبتين اللتين في يدي حمارك ليس ينبت عليها شعر؟ قال أبو حنيفة: خلق كخلق اذنيك
(٣٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 ... » »»
الفهرست